الاعتقالات الصهيونية والانتقام من النساء الفلسطينيات

شنّت قوات الاحتلال الصهيوني منذ مطلع هذا العام حملة اعتقالاتٍ واسعة في الضفة الغربية والقدس المحتلة.

تزامنت الحملة البربرية مع اقتحاماتٍ في رام الله والخليل، أسفرت عن استشهاد العديد من الفلسطينيات/ين، بينهن/م طفلات/أطفال، واعتقال العشرات.

اعتقال مبني على الجندر والسن والوضع الاجتماعي للأشخاص

شملت الاعتقالات عددًا من الفلسطينيات اللواتي يتعرضن باستمرار للاعتقال التعسفي والاختطاف والتعذيب الممنهج، على يد هذا الكيان الإجرامي.

تقنيّاتٌ إجرامية متنوعة، يستخدمها الكيان الصهيوني لإخضاع الإرادة الفلسطينية، بما فيها الاستهداف المبني على الجندر والسن ووضع الأشخاص الاجتماعي، وما يمثّلن/ون لحاضنتهن/م الشعبية. وهذا ما يفسر اعتقاله للنساء من عائلات الشـهداء وقادة المقاومة، بالإضافة لكبار السن والأطفال/ الطفلات.

إذ اعتقلت قوات الاحتلال كلّ دلال العاروري (53 عامًا) وفاطمة العاروري (48 عامًا)، من منزلهما في رام الله والبيرة، في 14 كانون الثاني/ يناير الجاري. وهما شقيقتا القيادي في حركة حماس صالح العاروري، الذي اغتاله الصهاينة في بيروت، في 2 كانون الثاني/ يناير الجاري.

بالإضافة إلى ذلك، يعتقل الصهاينة النساء اللواتي يشكّلن عمادًا للمقاومة مثل المناضلات والمحاميات والمعلمات. إذ طالت الاعتقالات أيضًا المعلمة بدرية أحمد من حي البالوع في رام الله، وهي مدرّسة في مدرسة أكاديمية قمم بحي الجنان. بالإضافة إلى المحامية ديالا عايش من رام الله، خلال مرورها على حاجز الكونتينر قرب بيت لحم.

كما يعتمد الاحتلال الصهيوني سياسة العقاب وفق عامل السن، فيستهدف الأطفال/ الطفلات وكبار السن، في ميلٍ واضح إلى استخدام هذا الأسلوب في الضغط.

في هذا السياق، طالت الاعتقالات السيدة أم سامر طبنجة، بعد اقتحام منزلها في بلدة قطنة شمالي غرب القدس المحتلة.

الانتقام الصهيوني.. عقاب جماعي

يتتبع الاحتلال الصهيوني سياسات العقاب وفق عامل السن، فيستهدف الأطفال وكبار السن في ميل واضح إلى استخدام هذا الأسلوب في الضغط والكسر. كما أن سجون الاحتلال تعج بالأطفال والمسنين/ات الفلسطينيين/ات ومنعهن/م من العلاج والتعليم والإمعان في تعذيبهن/م.

وقد ظهرت، في غزة، استراتيجيات جديدة للعقاب الجماعي. منها اعتقالاتٍ جماعية للنساء والفتيات، تمثّلت باعتقال العائلات، وخطف الأمهات والجدات والطفلات، وسجنهن.

ووفق شهادات لطفلات/ أطفال من غزة خرجن/وا من الأسر، فإن جيش الاحتلال يتعمّد اختطاف الأمهات وأطفالهن/طفلاتهن ويضع الجميع في السجن.

هذه السياسة العقابية الخبيثة تضاف إلى سجل الإرهاب الدموي للكيان الصهيوني. كيانٌ أثبت أنه يتلذذ بتعذيب الشعب الفلسطيني ويمعن في أذيته بنيّة إخضاعه لمخططه الاستعماري.

ولا يمكن حصر سياساته القمعية الإجرامية، للانتقام من كل فلسطيني/ة، بأنماطٍ أو فئاتٍ معينة. فكل فلسطيني/ة هو/هي هدفٌ لماكينة الاحتلال المتغطرسة، وخطرٌ على بقاء هذا الاستعمار الاستيطاني.

 

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد