لقاء وطني لمنظمة أبعاد حول “مناهضة العنف ضد النساء والفتيات في لبنان بين التشريع والتطبيق “

حوّلت منظمة أبعاد صرح بيت المحامي يوم أمس  إلى شاهد على تجديد عهد نمذجة العمل المدني،   فأطلقت اللقاء الوطني حول ” مناهضة العنف الموجه ضد النساء والفتيات في لبنان : بين التشريع والتطبيق “واضعة التدخلات القطاعية تحت المجهر ،  لقاء حضره حشد كبير من الشخصيات النسوية والسياسية والدينية والحقوقية وبالتعاون مع لجنة المرأة في نقابة المحامين  .

 التفوق على الذات لا يتحقق الا بالإيمان بالقضية وهو ملخص مسيرة أبعاد التي تحدثت حولها مديرة المنظمة غيدا عناني ،  وتطرقت إلى مسيرة خمس سنوات على تأسيس وانطلاق عمل المنظمة ، التي تأسست برؤية تحاول فيها تعديل وإصلاح ما يسمى المنظومة الذكورية أو الأبوية والتي تشكل القاعدة الاساسية لكافة أشكال التمييز ضد النساء والفتيات. ولأن الرجال والآباء والذكور هم ضحية المنظومة نفسها ، كان لا يمكن للهدف أن يتحقق  من دون إشراك المجتمع بكافة أطيافه .

ولأن العنف الموجّه ضد النساء هو من أكثر انتهاكات حقوق الانسان انتشاراً  ، عرضت المحامية أسماء داغر حمادة ، رئيسة لجنة المرأة في نقابة المحامين،  لعمل لجنة  المرأة في المساهمة بإطلاق مشروع قانون حماية النساء من العنف الأسري ولفتت إلى المخاطر والمعيقات التي  تواجه تطبيق هذا القانون ، فذكرت استفراد الطوائف بالمشهد الأسري و المجتمع الذكوري الذي يبرر العنف ويشجع على ارتكابه، ناهيك عن الموروث الثقافي الذي يمنع المعنفات من التبليغ ويجعلهن خاضعات لسلطة المعنفين ، وأخيرا  وليس آخراً عدم تجاوب السلطات لإنشاء جهاز أمن متخصص بمواضيع العنف ضد المرأة كما يلزم.

مشوار  نضالي نسوي رغم صعوبته وكثرة أشواكه استطاعت المنظمات والجمعيات النسوية تحقيق انجازات ، ذكرتها اقبال دوغان ،رئيسة المجلس النسائي اللبناني ، مشيرة إلى الظروف التي تمر بها بلادنا من حروب خارجية وأهلية والضائقة الاقتصادية أو تفشي الاسلحة بين ايدي الناس وضعف المبادئ الأخلاقية والمثل كلها زادت من مستوى العنف الذي يعاني منه المجتمع والنساء والأطفال هم العنصر المستضعف فيه حيث زادت كثيراً حوادث العنف ضدهم  والتي تصل إلى حد ازهاق الحياة بالقتل.

لكل ذلك  تقول إقبال دوغان فان المجتمع المدني والجمعيات النسائية والمختصة بهذا الموضوع قد عملت على الحد من هذا العنف ومنها منظمة أبعاد بالتوعية والتخطيط لتجريم العنف ، ومساندة المعنّفات من خلال تأمين الحضانة لهن ولأولادهن و مراقبة قضايا العنف لمعالجتها ناهيك عن تعاون اجهزة الدولة والاعلام .

ومن حيث انتهينا نتابع تفاصيل اللقاء الوطني لمنظمة أبعاد الذي أتاح الفرصة لعرض دور قوى الامن الداخلي في تأمين الحماية للنساء والفتيات من منظور المقاربة التنسيقية من خلال العقيد إيلي أسمر رئيس قسم الأبحاث والدروس في قوى الأمن الداخلي الذي تحدث بدوره حول الورش التدريبية لعناصر من قوى الأمن الداخلي حول “الإدارة العيادية لحالات العنف الجنسي” بالشراكة مع منظمة اليونيسيف ووزارة الصحة وأبعاد .

بدوره القاضي الياس ريشا ، قاضي الأمور المستعجلة في كسروان،  قدّم قراءة تحليلية عن  القانون 293  المتعلق بحماية  النساء وسائر أفراد الأسرة من العنف الأسري .

قراءة دعتنا إليها أيضا الباحثة الدكتورة عزّة شرارة بيضون هذه المرّة في الدراسة التي أطلقتها بالتعاون والتنسيق والدعم من منظمة أبعاد  تحت عنوان “العنف الأسري رجال يتكلمون ” ،وشكلّ اللقاء فرصة لكل المهتمين الحصول على نتائج هذه الدراسة الهامه للبناء عليها في المرحلة النضالية القادمة وإشراك الرجل فيها .

فهمي كرامي مستشار وزير الشؤون الاجتماعية  أفسح اللقاء المجال أمامه ليعرض دور وزارة الشؤون الاجتماعية في تفعيل الخطة الوطنية لحماية النساء والأطفال في لبنان .

على مدى  أكثر من ساعتين تقريبا لخّصت منظمة أبعاد مسيرة خمس سنوات ، بشهادة شهود/ات  حضروا/ن  وتحدثوا/ن  عن تجربتهم/ن  وبشهادة نساء استفدن من البيوت الآمنة فبتن هن أهل الدار وشكَلن بقعة أمل لأخريات مازال يقبع شبح الخوف في نفوسهن  .

خمس سنوات عرضت منظمة أبعاد لأبرز إنجازاتها وأطلقت خطتها الاستراتيجية الخاصة حتى عام 2020 ، في دليل واضح على مثابرة هذه المنظمة وإصرارها على المضي قدماً في مشوارها .

 

 

  

 

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد