نساء يتحدين خطاب الكراهية .. قصة وردة بوضاهر
نقدّم لكن/م مجموعة قصص مصوّرة للتعرّف إلى نساء واجهن وتحدّين خطاب الكراهية والتنميط الذي يواجهنه في مجتمعاتنا وحقّقن نجاحات كثيرة وكسرن عدة تابوهات.
في القصة الأولى تتعرّفن/ون إلى وردة بوضاهر، وهي أخصائية نفسية وناشطة اجتماعية ومُعدّة “بودكاست تابو”.
“إنت بنت وما لازم تحكي بهيدي القصص… ما تزعلي مني، بس اسمك على كل لسان في زغرتا”. هذا ما سمعته عندما نشرت مواضيع تعتبر “تابوهات” على صفحتي الخاصة على السوشيال ميديا.
منذ أن كنت في المدرسة أردت أن أدرس علم النفس، لأن طريقة تعامل الأهل مع أولادهن/م كانت تستفزني. تخصصت في هذا المجال، وحين أنهيت دراستي الجامعية، قررت الانخراط في العمل الاجتماعي التوعوي النفسي.
عام 2019 بدأت طرح مواضيع تتعلق بالتربية الجنسية. وقمت بمشاركتها على صفحتي على مواقع التواصل الاجتماعي. لكن المجتمع لم يتقبلها.
وُجّهت إليّ اتهامات بأنني عشت هذه التجربة في السابق. ووصلتني رسائل عدّة تسخر من مضمون المواضيع التي أطرحها، وأخرى تتضمن إيحاءات جنسية.
وقال لي بعض الأصدقاء: “هل يوافق والدك على كل ما تقومين به؟”. حتى صديقتي المقرّبة تخلّت عن صداقتنا خوفاً من مضمون المحتوى الذي أنشره.
ومنذ عام، هدّدني أحدهم لأنني نشرت صورة متحرّش على إنستغرام قائلاً: “احذفي الصورة أو سيقع أمر لا يعجبك، فنحن نعرف عائلتك ومنزلك”.
لم يكن الأمر سهلاً، عشت مرحلةً من الخوف. فكرت بعائلتي وبما قد يحصل لهم إذا استمريت في نشر هذا النوع من المواضيع.
جميع الردود على نشاطي على السوشيال ميديا، دفعتني إلى إعادة التفكير بما أنشر. وكأنني خفت في مرحلةٍ معينة من هذه التعليقات، وأصبحت أشكّك في عملي وآرائي. وسألت نفسي “هل فعلاً تخطيت حدودي؟”.
لكن كل هذه التعليقات تحوّلت إلى حافز لأكمل عملي، خصوصاً بعد دعم عائلتي. صرت أكثر تعلقاً ببرنامجي “تابو”، لكسر التقاليد والقيود الاجتماعية المتعلقة بالنساء. فالمعركة ليست معركتي وحدي، بل معركة نساءٍ كثيرات”.
تصوير وكتابة: سارة حطيط