نساء يتحدين خطاب الكراهية والتنميط .. قصة ناهدة خليل
عشت طفولتي في هذه المدرسة، حيث تعلّمت أنا وأخواتي البنات فيها بشكلٍ غير رسمي. إذ كانت الأولوية للذكور في عائلتنا، والفتيات مهمشات.
أردت أن أثبت لأهلي أنني جديرة بالتقدير لينظروا إليّ بالطريقة نفسها التي ينظرون بها للذكور. لذا، كنت متفوقة دائماً في الصف، وأسعى إلى إتمام مهامي بكل مثالية.
تعرضت للتنمر من قبل التلامذة الصبيان كوني متفوقة وألاقي تقديراً من المعلمات والمعلمين. وأطلقوا عليّ لقب الـ”قزم” لأنني كنت قصيرة القامة.
هذا التنمر جعل مني فتاة قوية وجريئة، ومصرة على الدفاع عن نفسي وحقوقي وعلى كسب أصدقاء ذكور، وكسر حاجز التمييز.
بدأت مسيرتي بالنضال والعمل الحقوقي منذ أن كنت في ثانوية فخر الدين الرسمية للبنات. كنت أشارك في التظاهرات من دون علم أهلي.
وفي دراستي الجامعية، وفي أماكن عملي، كنت دائماً مندوبةً للمطالبة بحقوق الناس. لم أكن “الأنثى التقليدية”، بل المرأة القوية.
بدأت نشاطي البيئي منذ تسعة أعوام، من خلال مواجهة مشاريع البناء على الموقع الطبيعي لدالية الروشة. وساهمت في تأسيس عدة حملات وائتلافات لحماية الشاطئ، ورفع التعدّي على الأملاك البحرية، وإدارة النفايات. كما أنني ناشطة نقابية، ومن مؤسسي ائتلاف النقابة تنتفض.
تفرغت للعمل في الشأن العام والعمل مع الناس للتغيير. وكانت إحدى المحطات في عملي السياسي، ترشحي في الانتخابات النيابية الماضية في دائرة بيروت الثانية، استكمالاً لمسيرتي النضالية.
إيماني بالتغيير يبدأ من الالتزام بالعمل المؤسساتي، واحترام القوانين واعتماد معايير الكفاءة والنزاهة والاستقلالية. وأصبحت أعرف باسم “مدام معايير”. والأهم هو التمسك بالمبادئ والقيم.
أنا مستمرة وسأبقى ممن يدافعن/ون عن الحق و يناضلن/ون لأجله من دون أي مساومة”.
تصوير وكتابة: سارة حطيط