كيف حوّل مشروع “الكرامة” هواية النساء الفنية والتراثية إلى عمل ذي مردود مادي؟
وكان بعض تلك الحرف قد بدأ يتلاشى وقل الاهتمام به. لذلك أنشآ مشروع “الكرامة” إيماناً منهما بأن هذا المشروع سيحفظ كرامة هؤلاء النساء، اللواتي يفتقرن إلى أي شهادات علمية أو يملكن مهارات محدودة في ممارسة تلك الحرف داخل منازلهن وبحسب أوضاعهن مع تأمين مردودٍ مادي لهن.
ينضوي اليوم تحت لواء الجمعية، بالإضافة إلى الإحدى عشرة عضوة وعضو من المؤسسات/ين، ومجموعة متطوعات يعملن بمحبةٍ وطاقةٍ إيجابية لإنجاح وتطوير أهداف الجمعية، التي ترتكز على تحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والبيئية للنساء في مغدوشة.
تعمل نحو ثلاثين امرأة على إنتاجية حرفية متنوعة في التطريز على أنواعه، وتوصيل الأقمشة وغزل الصوف وصباغته بالألوان الطبيعية. بالإضافة إلى صناعة قبعات الصوف، والشالات والنسج، ويستعنّ بوسائل بدوية قديمة كالنول والمكوك.
وقالت ماري قزحيا، وهي إحدى المتطوعات في الجمعية، إن “أهمية المشروع تكمن في أنه أتاح لجميع النساء الاستفاده من الدورات التدريبية المجانية، التي طالت جميع نواحي الحرف”.
بينما ذكرت شقيقتها نجوى قزحيا أنه “إضافة إلى تلك الدورات، أُقيمت بعض الرحلات الفنية إلى عددٍ من المناطق اللبنانية لتطوير النظرة الفنية للنساء. ما انعكس على جودة المنتجات والتصاميم المميزة”.
أما ريما الحايك، المتطوعة في الجمعية، فلفتت إلى أن “المشروع ساهم كثيراً في تقريب النساء من بعضهن، فأصبحن كعائلة. ويتبادلن الخبرات لتطوير تلك الحرف، التي أصبحت تعود عليهن بمردودٍ مادي”.
وقالت نبيهة سمعان، إحدى العاملات في الجمعية: “حين بدأت العمل منذ نحو ثلاثة عشر عاماً، كان الهدف الأول هو التسلية والمردود المالي. أما الآن، فأصبح بالتأكيد المردود المادي هو في المرتبة الأولى”.
تصوير وكتابة: رولا جواد