من زاوية محل للسمانة إلى كوخها الخاص .. فاطمة المحمد مدرّبة كروشيه تعمل وتعلم النساء والفتيات
استطاعت فاطمة المحمد، وهي في الخامسة والحمسين من العمر، أن تحوّل فن التعقيف أو الكروشيه، من هواية منزلية صبغت فيها الجدات فقط، إلى عملٍ خاص ومتميز، تجني منه رزقها، وتؤسس من خلاله مساحةً خاصة لتعليم النساء والفتيات على التقاط مهنة ينطلقن منها إلى سوق العمل.
بدأت فاطمة العمل في مهنة الكروشيه والحياكة حين كانت صغيرة. وأوضحت لـ”شريكة ولكن” إن “والدتها علمتها هذه المهنة حين كانت في عمر الثالثة عشرة من عمرها”.
وأضافت: “بما أنني لم أكمل تعليمي في المدرسة، بسبب اندلاع حرب الثمانين، أصبحت أرغب أكثر في التعلّم، وصرت أرغب بالحياكة أكثر، ولاحقاً بدأت أكسب بعض المال منها.
بدأت استقلالية فاطمة المادية من محل والدها. وقالت: “حين كنت طفلةً صغيرةً، كان لأبي محل للخضار والسمانة في سوق البلدة، فقررت أن أجلس في زاوية المحل، لأعمل على الحياكة وأعرضها للبيع”.
ومنذ طفولتها حتى اليوم، أدركت فاطمة أنها وجدت نفسها وشغفها. وأن الكروشيه والتطريز، سيشكّلان مصدراً لرزقها.
فبدأت بتعلّم الخياطة بشكلٍ احترافي، وشاركت في معارض ودورات تدريبية مع جهات وجمعيات مختلفة، مثل التجمع النسائي الديمقراطي اللبناني، وجمعية إنقاذ الطفل الدولية. كما شاركت في معارض في مختلف المناطق اللبنانية.
وبعد الانهيار الاقتصادي الذي شهده لبنان، قررت فاطمة أن تبني كوخاً إلى جانب منزلها، لتبدأ فيه عملها الخاص، بعد أن أصبحت مدربة محترفة.
“جمعت بدل النقل الذي كنا نأخذه من الدورة التدريبية مع جمعية إنقاذ الطفل لأشتري آلة خياطة خاصة بي. وجمعت ما قدمته لي الجمعيات من معدات للخياطة والتطريز، والآن أعمل على تصليح الألبسة، وأطرّز مختلف الأشكال والألوان”.
وبينما تجني رزقها، قررت فاطمة أن يكون هذا الكوخ زاوية أكبر من تلك التي بدأت منها، تستطيع من خلاله النساء والفتيات تعلم مهنة، لتكون وسيلتهن لتطوير مهاراتهن ويدخلن سوق العمل.
كتابة وتصوير: زهراء الديراني