امرأة من فلسطين.. عن المناضلات الأوائل في اليوم العالمي للمرأة
في اليوم العالمي للمرأة نركّز على النساء الفلسطينيات المقاومات الأوائل، اللواتي قاومن الهجرة الاستيطانية إلى فلسطين، والمشروع الصهيوني.
نساء انخرطن في العمل السياسي، وناضلن لأجل الحرية التي تحاول اليوم مؤسسات الإمبريالية سلبها من حفيداتهنّ عبر محاولة فصل النضال النسوي عن النضال ضد الاستعمار.
نستذكر هذه الشخصيات لنحييّ النساء الرازحات تحت أهوال الاحتلال، من يفقدن أحبتهنّ، ويواجهن أعنف أشكال الخطر، الاحتلال الإسرائيلي.
الرائدة النسوية يسرى البربري
ولدت الرائدة الفلسطينية يسرى ابراهيم البربري في حي الدرج، بمدينة غزة، في 15 نيسان 1923م.
تلقت تعليمها الابتدائي في مدرسة “بنات غزة الابتدائية”، ثم أكملت تعليمها الثانوي في مدرسة “شميدت” في مدينة القدس، ثم التحقت بكلية الآداب قسم التاريخ بـ”جامعة الملك فؤاد الأول” بمصر، وتخرجت منها عام 1949.
وكانت أول فتاة جامعية من قطاع غزة، وقدمت أطروحة الماجستير بعنوان “كفاح ونضال الشعب الفلسطيني”.
منذ نعومة أظفارها شاركت شباب غزة المظاهرات ضد الانتداب البريطاني، التي كانت تنادي بإلغاء وعد بلفور، وبوقف الهجرة الاستيطانية، ووقف مصادرة الأراضي الفلسطينية، وبوقف الاستيطان.
بدأت حياتها المهنية معلمة، وأصبحت قائدة اجتماعية وسياسية وتربوية في قطاع غزة. ما أهَّلها لأن تكون واحدة من ثماني نساء فلسطينيات، ضمن ألف امرأة من جميع بقاع العالم رشِّحن جماعياً لنيل جائزة نوبل للسلام عام 2005.
شاركت في عضوية الوفد الفلسطيني لهيئة الأمم المتحدة في العام 1963؛ وكانت عضوًا في أول مجلس تشريعي فلسطيني في ستينيات القرن الماضي، وعضوًا في المجلس الوطني الفلسطيني منذ عام 1964؛ ومثلت فلسطين في العديد من المؤتمرات والمحافل العربية والدولية.
وهي عضو اللجنة التأسيسية للاتحاد النسائي الفلسطيني؛ ثم أصبحت رئيسة للاتحاد في غزة منذ العام 1964 وحتى وفاتها في العام 2009م. وقد شاركت في المؤتمر التأسيسي الأول للاتحاد العام للمرأة الفلسطينية في مدينة القدس عام 1964م.
تم تكريمها وتقليدها و”سام نجمة القدس: من قبل الرئيس محمود عباس في افتتاح “المؤتمر الخامس للاتحاد العام للمرأة الفلسطينية” في عام 2009؛ وذلك تقديراً لدورها الريادي ولعطائها الوطني والتربوي. وقد توفيت بتاريخ 13 أيار 2009م.
امرأة من يافا.. مهيبة خورشيد
ولدت مهيبة خورشيد في مدينة يافا عام 1921م. درست في المعهد العالي للمعلمين بالقدس، وبعد حصولها على دبلوم المعلمين، عادت أدراجها إلى مسقط رأسها، مدينة يافا. لتبدأ رحلتها المهنية في تعليم الفتيات في المدارس الثانوية التي شهدت جهودها في غرس روح القومية في نفوس الطالبات.
عام 1947، أسست مهيبة بمشاركة شقيقتها “ناريمان خورشيد”، جمعية “زهرة الأقحوان” التي بدأت جمعيةً نسائية اجتماعية الطابع. كانت تهتم بالوحدة بين الأديان، وتساعد الطلبة الفقراء، ثمّ تحوّلت فيما بعد إلى الكفاح المسلّح، لتكون أول منظمة فلسطينية نسائية مسلحة.
وكان لمهيبة دورها القيادي في منظمة زهرة الأقحوان، فعملت على تنظيم وتنفيذ العمليات، ووضع الاستراتيجيات، وجمع المعلومات الاستخباراتية. إضافة إلى جمع التبرعات وشراء السلاح، وتركز نشاطها في مدينة يافا.
عرفت مهيبة بخطاباتها العامة الحماسية في التظاهرات، ما اضطر سلطة الانتداب البريطاني آنذاك بإيعاز من الحركة الصهيونية إلى استدعائها للتحقيق.
بعد النكبة عام 1948 تم تهجير مهيبة إلى مصر وماتت فيها في العام 2000.
الشهيدة الأولى شادية أبو غزالة
ولدت المناضلة شادية أبو غزالة عام 1949 في مدينة نابلس، وتلقت تعليمها الابتدائي والثانوي في مدارس المدينة وتخرجت من المدرسة الفاطمية للبنات.
التحقت سنة 1966 بجامعة عين شمس في القاهرة، قسم الاجتماع وعلم النفس، ثم قررت العودة إلى نابلس وإكمال تعليمها في كلية النجاح الوطنية. ولم تنجح محاولات أسرتها بثنيها عن هذا القرار، خاصةً بعد أحداث النكسة.
بدأ نشاطها السياسي منذ الصغر، فانتسبت إلى التنظيم الفلسطيني لحركة القوميين العرب عام 1962، وبعد حرب 1967، انبثقت عن حركة القوميين العرب منظمة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وأصبحت شادية عضوة قيادية فيها.
كانت متفوقة في دراستها، جدية، صامتة، تحب الأطفال. وكانت تحب أن تردد بيت الشعر “أنا إنْ سقطتُ فخذ مكاني … يا رفيقي في الكفاح”.
شاركت شادية أبو غزالة في العديد من العمليات الفدائية ضد الاحتلال. وفي 28 تشرين الثاني/ نوفمبر 1968 كانت تعد في البيت قنبلة لتفجيرها في عمارة إسرائيلية بتل أبيب، فانفجرت القنبلة بين يديها ما أدى لاستشهادها.
لتكون بذلك أول شهيدة فلسطينية بعد نكسة 1967.
الأسيرة الأم.. زكية شموط
ولدت زكية شموط في مدينة حيفا عام 1945م، التحقت بالعمل الفدائي المقاوم عام 1968؛ أي في السنة الثالثة والعشرين من عمرها، لتكون من أوائل الفدائيات الفلسطينيات اللواتي نفذن عمليات داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948.
بلغ عدد العمليات التي نفذتها 7 عمليات، وذلك في نهاية الستينيات وأوائل السبعينيات؛ ما أسفر عن سقوط عشرات الإسرائيليين بين قتيل وجريح، قبل أن يتم اعتقالها وزوجها وأفراد عائلتها وهي حامل في شهرها الخامس.
أصدرت المحكمة العسكرية الإسرائيلية حكماً بسجنها 12 مؤبداً (1188 سنة)؛ بينما حكم على زوجها بالسجن مدى الحياة.
أنجبت زكية بتاريخ 18 شباط 1972، طفلتها نادية داخل سجن “نيفي ترتسيا” الإسرائيلي في منطقة الرملة، لتكون أول فلسطينية أسيرة تنجب مولودها داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وفي عام 1983 أطلق سراحها في عملية تبادل الأسرى بين الثورة الفلسطينية وإسرائيل، وأبعدت إلى الجزائر.
توفيت المناضلة زكية شموط بتاريخ 16/09/2014 عن عمر يناهز 69 سنة إثر مرض عضال بمستشفى “عين النعجة” العسكري، ووري جثمانها التراب في مقبرة زرالدة بالجزائر.
امرأة من رام الله ربيحة ذياب
ولدت ربيحة ذياب في العام 1955م، في قرية دورا القرع، شمال مدينة رام الله. انخرطت منذ صغرها بالعمل التنظيمي (الحزبي) وكذلك العمل السياسي والجماهيري والاجتماعي؛ واعتقلت لأول مرة عام 1968 وأفرج عنها بسبب صغر سنها، مقابل دفع غرامة مالية، واعتقلت وفي عام 1976 لمدة عام ونصف، واعتقلت في عام 1981 لمدة خمس سنوات أمضت منها في السجن أربع سنوات، واعتقلت خلال الانتفاضة الأولى أربع مرات خضعت خلالها للتحقيق، وفرضت عليها الإقامة الجبرية مرتين في كل مرة مدة 6 شهور، منعت من السفر إلى خارج فلسطين لمدة 19 عامًا؛ لذلك كله تعثرت مسيرتها التعليمية حيث التحقت بالجامعة في بيروت عام 1974 وتخرجت من جامعة بير زيت عام 1999، حيث حصلت على البكالوريوس في علم الاجتماع، أي بـعد 25 عاماً من الدراسة، فكانت فدائية عنيدة في مسيرة الثورة الفلسطينية، فارسة مبدعة في مسيرة بناء مؤسسات الدولة الفلسطينية.
شغلت ربيحة ذياب خلال حياتها العديد من المناصب ومنها:
– وزيرة شؤون المرأة من 2009 حتى عام 2013م
– عضوة مجلس تشريعي من 2006 حتى وفاتها.
– وكيلة مساعد وزارة الشباب والرياضة 2005.
– العديد من المناصب في المؤسسات النسوية الفلسطينية والإقليمية والحركية الفتحاوية.
توفيت بتاريخ 22 نيسان عن عمر يناهز 62 عاماً.
رائدة الكتابة النسائية أسماء طوبي
ولدت أسماء طوبي في مدينة الناصرة سنة 1905، وفيها أتمت تعليمها الابتدائي. كانت عضواً نشطا في “اتحاد المرأة” في مدينة عكا بين عامي 1929-1948، كما كانت عضواً بارزاً في “جمعية الشابات المسيحيات” ورئاسة “جمعية الشابات الأرثوذكسيات”.
أذاعت العديد من أحاديثها الإذاعية من المحطات التالية: “الإذاعة الفلسطينية”، و”هنا القدس”، ومحطة “الشرق الأدنى” للإذاعة العربية في يافا بعد 1948، كما أذيعت أحاديثها الشهيرة عبر أثير إذاعة بيروت. كانت تحرر الصفحة النسائية في جريدة “فلسطين” قبل عام 48، وبعدها حررت الصفحة نفسها في جريدة كل شيء، ومجلة الأحد في بيروت، كانت رئيسة الاتحاد النسائي العربي في عكا أواخر عهد الانتداب البريطاني على فلسطين، منحت الوسام اللبناني الرفيع “قسطنطين الأكبر” سنة 1973.
توفيت أسماء طوبي في الناصرة عام 1983. منح اسمها وسام القدس للثقافة والفنون في سنة 1990.
لها عدد من المسرحيات والكتب الأدبية الأخرى والأعمال المترجمة، منها: – صبر وفرج – عكا 1943 – على مذبح التضحية – جزآن – عكا 1946 الابن الضال- رواية – من تأليف الكاتب الإنجليزي كين- ترجمة- عكا 1946 عبير ومجد- بيروت 1966 نفحات عطر- مقالات- بيروت1967 حبي الكبير- ديوان شعر – دار الآداب- بيروت 1972.