اغتصاب وتعنيف وخطاب كاره للنساء.. وصفة أندرو تيت للنجومية والثروة

من منزله الفاره في رومانيا، والذي يقبع فيه تحت الإقامة الجبرية، أطلّ أندرو تيت عبر مقابلة مع قناة بي بي سي البريطانية.

أجرت المقابلة الصحافية لوسي ويليامسون، والتي كانت آخر المتعاملات مع ذكوريته الوقحة.

وكان أندرو قد اعتقل في 29كانون الأول/ديسمبر في رومانيا بتهمة الإتجار بالبشر، وتشكيل عصابة إجرامية، على خلفية استغلاله لفتيات قاصرات وإجبارهنّ على تصوير محتوى جنسي.

فتم سجنه لمدة ثلاثة أشهر، والإفراج عنه بكفالة مادية، مع شرط الإقامة الجبرية.

ويعرف عنه مواقفه المعادية للنساء، والتحريض عليهنّ في محتواه الذي كان يقدمه على قنواته في السوشال ميديا. والتي تم حذفها عن كل من يوتيوب وفيسبوك وانستغرام وتيك توك بسبب محتواها الكاره للنساء.

شهادة ناجية مقابل وقاحة أندرو

فبعد أن عرضت القناة ذاتها، شهادة مسجّلة لناجية أخفت هويتها، مستخدمةً اسم إيفي تبلغ من العمر 30 عامًا. وقد تحدّثت عن اغتصاب تيت لها قبل عشر سنوات، وتعنيفها أثناء ممارسة الجنس.

وقالت “كنا نمارس الجنس، ووضع يديه حول حنجرتي واستمرّ في خنقي حتى فقدت الوعي، لكنّه لم يتوقف عن ممارسة الجنس معي”.

يتذرّع أندرو، أن كل شيء كان بالتراضي، وهو ما دفع إيفي للخوف من الإفصاح عن الانتهاك “كنت قلقة من إلقاء اللوم عليّ”.

وهو النهج التي يتّبعه المغتصبون والمعنّفون في التعامل مع ضحاياهنّ، بالإضافة إلى الاستناد على المفهوم الأبوي لممارسة الجنس. والذي يعتبر أن الموافقة على فعل جنسي معين، تتطلّب بالضرورة الانخراط بالممارسة كاملة، ولا تعترف بحق النساء في الامتناع عنها في أيّة لحظة.

 

هذه ليست التهمة الأولى.. ولن تكون الأخيرة

ويذكر أنه قبل شهرين أطلقت ثلاث نساء حملة لتلقّي التبرعات ليتمكّن من رفع دعوة مدنية بحقّ “المؤثّر” الذكوري. اثنتان منهنّ كنّ يعملن كعارضات، أما الثالثة فقد جمعتها به علاقة شخصية.

وقالت النسوة في حملتهنّ، أنه اغتصبهنّ، وأساء إليهن جسديًا ونفسيًا ما أدى إلى توقفهنّ عن ممارسة حياتهنّ اليومية والعمل منذ عام 2015.

وقد تمّ اعتقال تيت ثلاث مرات من قبل، بتهمة اغتصاب امرأتين، والاعتداء على الثالثة، لكنّ نفوذه وثروته حالا دون قدرة النساء على الاستمرار بالدعوى.

فمن البديهي، ألّا تصمد قضية تم جمع أموالها من التبرعات مقابل ثروة تتجاوز 355 مليون دولار، مدعومة بقاعدة مؤيدة غالبها من “المراهقين” الذين يعتبرون أندرو مدافعًا عن “الرجولة”.

ويقدّم الملاكم الأمريكي نفسه على أنه “مدافع عن الرجولة في وجه الهجمة النسوية”، كما أضاف في مقابلته الأخيرة أنه “منفّذ لأوامر الله”.

ما الذي نواجهه؟ وما مدى خطورته؟

وينتشر في الآونة الأخيرة خطاب ينادي بضرورة “الدفاع عن حقوق الرجال”، يبثّه تيت وأمثاله من الذين يتمتّعون بامتيازات يستغلّونها لارتكاب انتهاكات بحق نساء كنّ على تواصل مباشر معهنّ، أو نساء يحرضون عليهنّ عبر منصاتهم الميزوجينية.

ويلجأ هؤلاء إلى الاستهزاء بالشهادات التي تطلق ضدهم، واستعراض غرورهم الذكوري لمحاولة تثبيت انطباع “الرجل القوي الذي لا يهزّه شيء”. وهو بالضبط، ما اعتمده أندرو في مقابلته الأخيرة إذ تعمّد الاستهزاء بالصحافية ومخاطبتها بفوقية واضحة.

ولا يمكننا التغافل عن حالة التفاخر بالذكورية السامة. والتي يصحبها تضليل يمارسه محاولًا تصوير الحراك النسوي على أنه متعدٍّ على “الرجال” وظالم لهم.

وذلك لتغطية أفكاره العدائية، وسلوكه الإجرامي، عبر وضعه _زورًا_ في خانة “الدفاع عن النفس”.

ومن المثير للسخرية أن عنصر الجذب الرئيسي في محتواه الذي يدرّ دخلًا يتجاوز 4 مليون دولار شهريًا. آتٍ من استعراض العضلات والتفاخر “بعلاقاته مع النساء”.

وفي تجسيد واضح لنموذج “الذكر”،  يجذب مراهقين من مختلف أنحاء العالم، متعمدًا إقحام نمط “الرجل القوي”. والعنيف، كاره النساء، صاحب الثروة إلى تفكيرهم، وترسيخه على أنه “الطبيعي”.

ومن الجدير بالذكر، أن واحدة من الاستراتيجيات التي يعتمدها لتلميع صورته هي التبرّع بأجزاء من أمواله للكنيسة سابقًا، وللفقراء حاليًا.

ولم تتوقف خطورة أندرو هنا، بل تجاوزتها للوصول إلى تكذيبه وجود الاضطرابات النفسية كالقلق والاكتئاب. كما تعمّد وصم أصحابها “بالضعفاء”.

وادّعى أنه يمتلك “حيلًا عقلية” لتجاوز الاكتئاب، عرضها للبيع مقابل اشتراك شهري يتجاوز الخمسين دولار للشخص الواحد.

ثم يدّعي أن ثروته أتت من “العمل الشاق”، ليتّهم كلّ من يواجهه بعنفه وإجرامه وذكوريته بالغيرة من “نجاحه”.

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد