النساء والفتيات السودانيات مفقودات بفعل قوى النزاع المسلّح

منذ اندلاع الاشتباكات المسّلحة للنزاع على السلطة منتصف نيسان/ أبريل، تننشر صور المفقودات سودانيات على مواقع التواصل الاجتماعي مصحوبة بصورهنّ، وأرقام هواتف عوائلهنّ.

ففي ترجمة لمستوى الانتهاكات المرتكبة بحقهنّ وردت تقارير عدّة عن حالات لضحيات الاختفاء القسري، خصوصًا في العاصمة الخرطوم، وإقليم دارفور.

اختطاف للاستعباد الجنسي والرعائي

ذكرت مبادرة القرن الإفريقي لمساعدة النساء، المعروفة باسم “صيحة” أن العدد المعروف للنساء المفقودات هو 31 لكنّه قابل للزيادة.

وذلك نظرًا لقلّة التبليغ عن الحالات بسبب الخوف من الوصمة الاجتماعية.

في هذا الصدد، أشارت مديرة وحدة مكافحة العنف ضد المرأة، سليمى إسحق، إلى “تقارير وردت للوحدة في شأن ازدياد حالات الإختفاء القسري للنساء والفتيات في مدينة نيالا بإقليم جنوب دارفور، فيما تذكر إفادات الناجيات وشهود العيان وجود محتجزات لدى قوات الدعم السريع في أماكن مختلفة”.

وأضافت “تتواتر الإفادات بشأن احتجاز نساء وفتيات في مخازن وفنادق بالعاصمة الخرطوم ومدينة نيالا بغرض استغلالهن جنسياً بواسطة الدعم السريع، فيما يشبه اختطاف النساء الإيزيديات في العراق من قبل عناصر تنظيم (داعش)”.

بالإضافة إلى إجبارهنّ على القيام بأعمال رعائية غير مأجورة، كالتمريض، والطبخ، وغسل الثياب.

المفقودات لهنّ أسماؤهن..لسن أرقامًا

في نهاية أيار/ مايو الماضي، غادرت أمل حسن منزلها في ضاحية غرب الخرطوم الكبرى أم درمان لزيارة والدتها شمالي العاصمة، في رحلة تستغرق 30 دقيقة، غير أنّها لم تعد منذ ذلك الحين.

وكما في حالة اختفاء أمل، نشرت أسرة الشابة السودانية سبأ بلولة مختار (17 عامًا) صورتها على مواقع التواصل الاجتماعي طالبة المساعدة في العثور عليها. حيث خرجت من في حي أمبدة غربيّ أم درمان قرب منزلها، ولم تعد حتى اللحظة.

وتنتشر مجموعات عديدة على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” يتداول فيها السودانيون/ات صورًا لذويهنّ/م مع معلومات شخصية وآخر الأماكن التي تواجدن/وا فيها قبل الاختفاء.

يشار إلى أن الاختفاء القسري للنساء والفتيات، عملية ممنهجة، وتمارس بشكل واضح، وهو ما أثبتته عدة تقارير أنتجت خلال الحرب.

وهو ما يزيد احتمالية خطر تصاعد الانتهاكات ضد النساء، وإقحامهنّ في الصراع ليصبحن ضحيات للعنف الجنسي، الذي لطالما كان أداة حرب قذرة.

يذكر أن غياب ىليات الحماية والمحاسبة تزيد الوضع سوءًا، خصوصًا في ظل النزاع الذي لا يزال مستمرًا قرابة 6 أشهر.

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد