نيلوفر حامدي وإلهة محمدي تغضبان الفقيه مجددًا.. تهمة جديدة!

يبدو أنه من الصعب على النظام الإيراني كبح جماح ذكوريّته المتمادية بوجه النساء والفتيات، وحريّاتهن وخياراتهنّ الشخصية.

ما هو إلا يومٌ مضى على إطلاق سراح الصحافيتين نيلوفر حامدي وإلهة محمدي، بعد قضائهما ما يزيد عن عامٍ داخل سجون الفقيه، على خلفيّة فضحهما إحدى جرائم شرطة الأخلاق، حتى تربّصت بهما تهمةٌ جديدة.

ولا فرق بين التهمتين الأولى والثانية من حيث التلذّذ بقمع النساء. إلا أنّ السمة الثابتة هي إصرار القضاء الإيراني على التحكم بمصيرهن وقمع إرادتهن الفردية.

إفراج مؤقت.. نيلوفر حامدي وإلهة محمدي خارج السجن

أفرج النظام الإيراني بشكلٍ مؤقت عن الصحافيتين نيلوفر حامدي وإلهة محمدي، في 14 كانون الثاني/ يناير 2024، بعد دفع كفالةٍ قدرها 200 ألف دولار أميركي.

جاء ذلك بعد قضائهما 400 يوم في السجن بتهمة تغطية وتوثيق اغتيال وجنازة ژينة مهسا أميني التي قتلت على يد “شرطة الأخلاق” الإيرانية.

تم اعتقال المدافعتين النسويتين بعد وقتٍ قصيرٍ من بدء ثورة “النساء، الحياة، الحرية” التي انطلقت كشرارةٍ نسويةٍ احتجاجية ضد مقتل ژينة أميني وفرض قوانين الحجاب القسري.

وفي تشرين الأول/ أكتوبر 2023، حُكم عليهما بالسجن لفتراتٍ طويلة. إذ حكم على نيلوفر حميدي بالسجن لمدة 13 عامًا، وإلهة محمدي بـ 12 عام.

ورغم تقديم طلب استئنافٍ للحكم، وانتظار حكمٍ نهائي، فإن هذه الأحكام تبرز جبروت وارتهان القضاء في يد السلطة الذكورية.

فرحةٌ يفسدها سوط الفقيه

إطلاق سراح نيلوفر حامدي وإلهة محمدي ارتبط بموجةٍ عارمة من الفرح، خصوصًا في وسط الحركة النسوية في إيران.

لكن ذلك لم يدم طويلًا، فالسلطة الأبوية لم تتحمّل أي نصرٍ حتى بالحرية المشروطة لحراك “النساء، الحياة، الحرية”.

ففي 15 كانون الثاني/ يناير، أعلن القضاء الإيراني أنه يهدف إلى توجيه تهم جديدة ضد الصحفيتان لعدم التزامهما بالحجاب “المناسب”. ويبدو أن الاتهامات الجديدة تستند إلى صور منشورة على وسائل التواصل الاجتماعي، توثق اللحظات الأولى لحريتهما المؤقتة.

وأعلن رئيس قضاة طهران أن حكم محكمة الاستئناف في قضية إلهة ونيلوفر سيعلن قريبًا.

تأتي هذه التهمة أثناء سعي النظام الإيراني لإجبار الحراك النسوي الرافض لقوانين الحجاب القسري، وإنهاء أي أثر للانتفاضة الأكبر في تاريخ إيران ضد السلطة الأبوية.

وفي الوقت الذي تحاول فيه إيران استغلال اللحظات التاريخية للحرب الاستعمارية على غزة في تحسين صورتها إقليميًّا، فإن نظام السلطة الأبوية يحاول جاهدًا رسم معالم جديدة للموت والقمع بحق الناشطات والنساء الإيرانيات.

قمعٌ وصل إلى حدّ سلب مهسا أميني حياتها، وسلب غزل رنجكش وكوثر خوشنودي وعشرات غيرهما أعينهن. بالإضافة إلى محاولة سلب نيلوفر وإلهة صوتهما ومستمرٌ بسلب إرادة النساء والفتيات.

اعتقلوا الفكرة إن استطعتم

يعتمد النظام الإيراني على سياسة الأحكام السجنية الطويلة، من أجل الانتقام من الحركة النسوية.

في ذات الوقت لا يتعلم هذا النظام الأبوي أن زيادة العنف لن تسهم إلا في زيادة العنفوان، وأن الأحكام القاسية التي كان يحكم بها على النساء لعقود لم تستطع أن توقف انتفاضة “النساء، الحياة، الحرية”.

إن تصميم النساء الايرانيات على رفض قواعد وقوانين الحجاب القسري، يتحدى بعمق السياسات العنيفة والعقابية للنظام الأبوي، ومحاكمه وسجونه.

فمهما تنوعت التهم والأحكام ستظل الحركة النسوية قادرة على مواجهة هذه الممارسات والاستمرار في فضح العنف الأبوي الذي يقوم به النظام الأيراني.

 

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد