فاطمة العرولي.. الناشطة اليمنية المغيبة في سجون الحوثي

تعيش الناشطة اليمنية فاطمة العرولي أوضاعًا مأساوية منذ اعتقالها من قبل قوات الحوثي في 12 آب/ أغسطس 2022. وقد ازداد الخوف على حياة فاطمة بعد صدور أنباء عن نية الحوثي في إعدامها خلال الشهر القادم.

نصرة غزة تقتضي على كل حركة أو جناح سياسي أن يطبق مبادئ الحرية والعدالة والكرامة في عمله، لا أن يلطخ أيديه بدماء شعبه.

خطف وإخفاء قسري بحق فاطمة العرولي

فاطمة العرولي هي ناشطة نسوية ومدافعة عن حقوق الإنسان، تبلغ من العمر 35 سنة وهي أم لطفلين. دأبت على العمل على قضايا النوع الاجتماعي والطفولة، وشغلت عدة مناصب منها، رئاسة مكتب اتحاد قيادات المرأة العربية التابع لجامعة الدول العربية في اليمن.

وقد اختطفت جماعة الحوثي، الناشطة فاطمة العرولي في 14 آب/أغسطس 2022، بنقطة الحوبان شرقي مدينة تعز، بينما كانت في طريقها إلى مدينة عدن، وتم اقتيادها إلى أحد السجون السرية في صنعاء وإخفائها قسرًا حتى إحالتها للمحاكمة.

في آب/أغسطس 2023، أحالت السلطات القضائية التابعة للحوثي فاطمة العرولي بعد مرور عام على اعتقالها، للمحاكمة أمام المحكمة الجزائية المتخصصة بقضايا أمن  الدولة في صنعاء بتهمة “إعانة العدوان (الإمارات) ورفع إحداثيات عن مواقع الجيش واللجان الشعبية”، حسب تعبير المحكمة.

وبعد أشهر من محاكمتها، أعلنت المحكمة الجزائية المتخصصة في 5 ديسمبر/كانون الأول 2023 صدور قرار الإعدام، تعزيرًا بحق فاطمة العرولي.

بعد حملات تضامنية واسعة داخل وخارج اليمن مع قضية فاطمة العرولي، نفى القيادي في جماعة الحوثي جمال عامر خبر الإعدام. وهو نفس الخبر الذي أكده شقيق فاطمة طارق العرولي في تغريدة له على منصة إكس. 

تعذيب ومنع رعاية صحية وحكم بالإعدام

وصرح جمال عامر أنه تواصل “مع رئيس مجلس القضاء (التابع للحوثيين) القاضي أحمد المتوكل، والذي بدوره أبدى استغرابه. ثم أوضح أنه مازال أمام المتهمة درجتا تقاضي في الاستئناف والمحكمة العليا، وإجراءات طويلة لتنفيذ حكم الإعدام وفق ما حدده القانون”.

جاء هذا التصريح بعد أن قامت العديد من المنظمات اليمنية، إلى جانب عائلة فاطمة، بالدعوة للتضامن معها ووقف حكم الإعدام.

وحسب تقرير هيومن رايتس ووتش عن قضية فاطمة العرولي، فإن أفراد عائلتها ومحاميها لم يتمكنوا من الاتصال بها قبل محاكمتها في 5 ديسمبر/كانون الأول.

يصعب حسب نفس التقرير معرفة الظروف التي واجهت العرولي في الاحتجاز. حيث قال محاميها أنها قالت، في جلسات محاكمتها في سبتمبر/أيلول، أنها كانت محتجزة في غرفة صغيرة متعفنة وبلا نافذة.

يظهر التقرير أيضًا تعرض فاطمة العرولي للتعذيب. فحسب تصريح محاميها، تمكن أحد إخوتِها من التحدث معها لفترة وجيزة خلال جلسة الاستماع في أيلول/ سبتمبر. وأخبرته بأنهم حقنوها بمواد مجهولة، وقد تعرضت للضرب على رأسها وأظهرت له كدمات ناتجة عن ذلك.

وأضاف شقيقها أن علامات المرض والإرهاق تظهر عليها بشكل كبير. “وربما تكون قد فقدت من وزنها ما بين 10 إلى 15 كيلوغراماً”، وأضاف أن شقيقته مصابة بمرض السكري. وأثناء المحاكمة، رفض القاضي طلب أسرتها بإحضار الدواء والمال لها.

فاطمة العرولي ليست الضحية الوحيدة 

ترتكب جماعة الحوثي العديد من الانتهاكات ضد المدنيين/المدنيات بما فيها السجن والتعذيب وأحكام الإعدام.

أفادت العديد من المنظمات الحقوقية، بما فيها هيومن رايتس ووتش، عن وجود انتهاكات ممنهجة ضد حقوق الإنسان في سجون الحوثيين. وفي التقرير الصادر عن الفريق المعني باليمن التابع للأمم المتحدة لعام 2023، فإن “السجناء/السجينات لدى الحوثي يتعرضون/ن للتعذيب النفسي والجسدي الممنهج. بما في ذلك الحرمان من العلاج الطبي للإصابات الناجمة عن التعذيب. وهو الأمر الذي خلّف إعاقات دائمة وحالات وفاة لدى بعض السجناء/السجينات.” 

ووثق التقرير انتهاكات أبوية تمارس ضد النساء المحتجزات. حيث “يتعرضن للتعذيب وأشكال مختلفة من سوء المعاملة. ويتعرضن أيضًا للاعتداء الجنسي، وفي بعض الحالات يخضعن لكشوفات “العذرية”. وغالبًا ما يُمنعن من الوصول إلى الموارد الأساسية، بما في ذلك منتجات النظافة النسائية”. 

تعد قضية انتصار الحمادي العارضة والممثلة اليمينة، الدليل الأبرز على كل ما يحدث. فمنذ اعتقالها في شباط/ فبراير 2021، تعرضت للعديد من الانتهاكات مثل التعذيب والاعتداء الجنسي، بما فيها الفحوص الذكورية المسماة بكشوف “العذرية”.

وبحسب تقرير صادر عن المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان سنة 2022، فقد أصدر الحوثيون أحكامًا بالإعدام على 350 شخصًا منذ عام 2014، وأعدموا 11 منهم/ن. وفي 18 أيلول/سبتمبر 2021، أعدموا 9 أشخاص، بينهم شاب يبلغ من العمر 17 عامًا، في ميدان التحرير بصنعاء.

معاداة الكيان الصهيوني وأمريكا وقوى الاستعمار لن تكون حقيقية ومجدية، بينما مَن يدعي رفعها يمارس مثل هذا الإجرام.

التراجع عن حكم الإعدام ليس كافيًا.. أطلقوا سراح فاطمة 

رغم إعلان جماعة الحوثي عبر أحد قادتها عن عدم وجود نية لإعدام فاطمة العرولي، فإن هذا التراجع دليل على الأوضاع المأساوية التي تعيشها في المعتقل.

لا يمكن التوقف عند وقف تنفيذ حكم الإعدام. يجب أن تكون هناك جهود نسوية وثورية تقف ضد اعتقال فاطمة العرولي وانتصار الحمادي وغيرهن من النساء والناشطات اليمنيات، والمطالبة بإطلاق سراحهن فوراً. 

إننا نقف ضد الانتهاكات التي تقوم بها جماعة الحوثي بحق الشعب اليمني، وبحق النساء اليمنيات. ونتضامن مع فاطمة العرولي وجميع المعتقلات في سجون الحوثي ونطالب بحريتهن الفورية غير المشروطة.

معاداة الكيان الصهيوني وأمريكا وقوى الاستعمار لن تكون حقيقية ومجدية، بينما مَن يدعي رفعها يمارس مثل هذا الإجرام. فنصرة غزة تقتضي على كل حركة أو جناح سياسي أن يطبق مبادئ الحرية والعدالة والكرامة في عمله، لا أن يلطخ أيديه بدماء شعبه.

 

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد