من الابتزاز الإلكتروني إلى الخذلان الأمني والعائلي.. الشفاء للناشطة اليمنية سارة علوان

“أنا لست ضعيفة” ردّت الناشطة اليمنية سارة علوان مقدماً على كلّ التنظيرات المحتملة، تعليقاً على قرار انتحارها للتخلص من الابتزاز الإلكتروني، بعد أن فقدت الأمل من متابعة القضية وفق السبل المتاحة.

تركت سارة علوان، عبر فيسبوك، منشوراً وثّقت فيه عجزها عن أخذ حقها، وأعلنت عن نيّتها الانتحار للتخلص من الظلم.

وسارة علوان هي ناشطة يمنية، تصدر اسمها محركات البحث الإلكتروني، بعد إقدامها على إطلاق النار على نفسها.

وبحسب مصادر محلية “تعرضت الفتاة للابتزاز بعد سرقة ذاكرة تخزين إلكترونية تخصها، من منزلها الكائن في منطقة عصيفرة في محافظة تعز”.

وذكرت سارة في منشورها اسمَي شخصين اتهمتهما بابتزازها.

في حين أوضح مقربون/ات أنها “تعرضت على مدى 8 أشهر للابتزاز والتهديد بنشر صور لها ومعلومات عنها”.

ابتزازٌ، فتبليغٌ، فإسقاطٌ “أبوي” للبلاغ..

الخذلان الأمني والعائلي مسؤولان أيضاً عن محاولة انتحار الناشطة سارة علوان

ليس الابتزاز وحده ما أفقد سارة الأمل بالعدل وإحقاق الحق، بل تقصير وخذلان الجهات المعنية بعد تعرضها للابتزاز الإلكتروني.

إذ ألمحت في منشورها إلى خذلان عائلتها، ليتبين بأن القوى الأمنية أوقفت متابعة القضية بناءً على إيعازٍ من والدها.

وبعد نقلها إلى أحد المستشفيات، نفت مصادر أمنية ما يتم تداوله حول وفاتها.

وأكدت أن “حالتها الصحية مستقرة حالياً، وهي تخضع للرقابة والرعاية الطبية في إحدى مستشفيات المدينة”.

سارة علوان بلّغت عن الابتزاز منذ أيار/مايو الماضي

وقال مركز الإعلام الأمني لشرطة تعز، عبر فيسبوك، إنه بعد تلقي الشرطة بلاغاً حول محاولة الانتحار “تمكنت الأجهزة الأمنية في قسم شرطة عصيفرة من ضبط المشتبه به في قضية ابتزازها بناءً على المعلومات المتوفرة لدى الجهات المختصة”.

وأشار البيان إلى أن القضية “تعود إلى مطلع شهر شباط/فبراير 2022، ووصلت إلى الشرطة بعد 3 أشهر، أي في أيار/مايو”.

كما لفتت إلى أنها أوقفت متابعتها بناءً على طلبٍ من والدها نهاية آب/أغسطس الماضي.

القوى الأمنية تبرر تقاعسها .. “والد سارة طلب إيقاف الإجراءات”

إذن، إيعاز من والد سارة كان كافياً لسحب الأجهزة الأمنية يدها من متابعة قضيتها.

واقعٌ يؤكد صراحةً ذكورية هذه الأجهزة، وعدم إيلاء قضايا النساء الأهمية الكافية والضرورية لتأمين أمنهن والحفاظ على حيواتهن.

ففي محاولةٍ لتقاذف المسؤولية، أوضحت الشرطة في بيانها أن القضية “كانت منظورة في إدارة البحث الجنائي من تاريخ 12 أيار/مايو 2022، بتعرّض سارة لابتزاز من قبل أرقام مجهولة محلية وأخرى دولية، بدءاً من تاريخ 5 شباط/فبراير 2022.

وباشر المختصون إجراءات التحري والمتابعة وجمع الأدلة، حتى تم التمكن من تحديد هوية المبتز”.

وأكدت أن “والد سارة طلب من الشرطة إيقاف الإجراءات بتاريخ 29 آب/أغسطس 2022، بعدما تمكنت الشرطة من تحديد هوية المتهم”.

أي أن الشرطة، وفي سلوكٍ أبويٍّ صرف، تسببت في إيصال سارة علوان إلى قرار التخلص من حياتها، إذ لم تعاقب المتهم، على الرغم من تعرّفها إليه.

وفي حين احتكمت الجهات الأمنية لرأي الأب، من دون العودة لسارة رغم خطورة قضية الابتزاز، بررت أن “والدها علّل طلبه بوجود مساعي صلح، باعتبار أن المبتز من جيران أسرتها”، عادت اليوم لتقول في بيانها إنها “تواصل إجراءاتها لاستكمال ملف القضية، وإحالتها إلى جهة الاختصاص”.

خذلها الجميع.. السلطة والأمن والعائلة

لاقت الواقعة تفاعلاً يمنياً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي، خصوصاً أن الناشطة معروفة في مجال العمل الإنساني في المنطقة.

من ناحيته، علّق الإعلامي والناشط في منظمات المجتمع المدني إبراهيم الذيفاني، عبر فيسبوك على ما وصفه بـ”الخذلان”.

وأكد أن سارة “تواصلت مع العديد من الذين يقولون إنهم مع الإنسان ومع المظلومين/ات، لإغلاق حسابات المبتزين، لكنهم خذلوها”.

وأشار إلى أن “سارة تواصلت مع إدارة أمن تعز، لكنهم خذلوها أيضاً”.

وتابع: “خذلها القريب قبل البعيد، فما كان منها إلا أن أطلقت على صدرها رصاصةً قبل قليل، لترتاح من هم الدنيا، ومن ابتزاز الناس”.

في حين اعتبر الصحافي اليمني بشير سنان، عبر فيسبوك، أن “سارة علوان ضحية لسلطة رخوة ومجتمع بشع”.

وأشار تحديداً إلى تقصير  الدولة، وغياب دور العائلة في حماية الناس والفتيات من قضايا الابتزاز، قائلاً: “لا سلطة، ولا دولة، لا عائلة .. حسبنا الله ونعم الوكيل”.

 

 

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد