الاستعمار الصهيوني يواصل استخدام سلاح الاغتصاب ضد نساء غزة

استمرارًا لأساليب الحرب الاستعمارية على غزة، تواترت الشهادات حول استخدام الاحتلال الصهيوني لسلاح الاغتصاب ضد النساء الغزيات، وتحديدًا من خلال استخدامه وسيلة اخضاع وانتقام من السكان.

حيث كشفت الفلسطينية المحاصرة في محيط مستشفى الشفاء جميلة الهسي، أن قوات جيش الاحتلال “اغتصبت نساء وقتلتهن بمحيط المجمع الطبي”.

تحويل المستشفيات لساحة حرب

وكشفت جميلة الهسي في تصريحٍ هاتفي لشبكة “الجزيرة”، أن “قوات الاحتلال أحرقت وقتلت عائلات بأكملها، وكذلك أحرقت مبنى كانوا يتحصنون بداخله”.

فيما صرحت قوات الاحتلال بإعدام ما يقارب 150 فلسطيني/ة حاصرتهن/م داخل المستشفى.

وقالت جميلة في شهادتها إن الصهاينة “قاموا باغتصاب نساء في مجمع المستشفى وأعدمت العديد منهن”.

وناشدت الصليب الأحمر لتوفير ماء للأطفال/ الطفلات والمرضى، قائلة: “تقطعت بنا السبل وسط استمرار القصف الصهيوني”.

كما أكدت أن “هذه الاستغاثة ليست الأولى حيث ناشدن/وا الصليب الأحمر مرات عديدة دون استجابة”.

وأضافت، أن “الأطفال/الطفلات لا يجدن/ون حتى الماء المالح ولا يجدون غذاء أو ماء منذ 6 أيام”.

الاعتداء الجنسي وسيلة ضغط

لا تعد هذه الشهادة الوحيدة التي صدرت عن استخدام الاعتداء الجنسي من الكيان الصهيوني. فمنذ أسابيع صدر تحقيق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، تضمن شهادات لأسيرات من غزة تعرضن للاغتصاب.

كما انتشرت في الأيام الماضية شهاداتٍ من أشخاص في رفح والشمال حول الاعتداء الجنسي على النساء وإجبار الرجال على المشاهدة.

وورد في شهادةٍ لرجل من رفح أن “جنود الاحتلال اقتحموا منزل عائلته واحتجزوه رفقة زوجته وأولاده وأخوته وعائلاتهم، ثم قاموا بضرب زوجته الحامل بعد أن ترجتهم لتركها”.


وتابعت الشهادة: “أجبروها على خلع ملابسها واعتدوا جنسيًّا عليها، فيما أجبروا زوجها وأطفالها ورجال العائلة على المشاهدة وهددوهم بقتلهم إن أغمضوا أعينهم”.

وفي تصريحٍ لمجموعة من الأطباء/ الطبيبات الكنديين/ات المتطوعيين/ات في غزة، من ضمنهن الدكتورة علياء خان، فقد سُجلت حالات اغتصاب نساء في غزة أمام ذوييهن.

من بين الحالات التي سجلوها كانت امرأة غزية تعرضت للاغتصاب لمدة يومين من جنود الاحتلال حتى فقدت القدرة على الكلام.

امرأة أخرى في مستشفى النصر مزق جنود الاحتلال ملابسها أمام زوجها وشقيقها، وعندما نزع أحدهما ملابسه لتغطيتها، قام الجنود بقتلهما معًا أمامها.

كما وثقت الصحافية نور عاشور شهادات لعدة أسيرات تعرضن للاغتصاب والاعتداء الجنسي من جنود الاحتلال، بينهن امرأة عانت بعد الاعتداء من معاناة جمة بما فيها الكوابيس والتبول اللا إرادي.

كما وثقت نور شهادة أسيرة أُخرى من الأسيرات، قالت إن “الجنود أمروا النساء بخلع ملابسهن والوقوف في طابورٍ واحد. وأمروا الرجال بخلع ملابسهم والوقوف في طابورٍ مقابل للنساء. وأجبروهن/م على مشاهدة بعضهن/م عراة”.


وحول وثوقية الشهادات قالت نور إن “حالات الاغتصاب من جنود الاحتلال أثناء الحرب الحالية على غزة كثيرة، وهي بنفسها وثقت عدد منها بتفاصيلها المؤلمة”.

لكن ثقافة لوم الضحية وقيم المجتمع الذكورية قد حالت دون تقديم الضحايا لشهاداتهن مخافة إلصاق العار بهن وبعائلاتهن.

تكشف هذه الشهادات عن تعمّد الاحتلال لاستخدام الاعتداء الجنسي وسيلة للانتقام والضغط، إما من أجل نشر خوف أكبر بين سكان غزة، أو للضغط على أهل الشمال من أجل اخلائه. ناهيك عن البحث عن انتصاراتٍ وهمية في الحرب التي أعلنوها دمارًا لا رحمة فيه.

كيف نتعامل مع هذه الشهادات؟

من المؤكد أن دور النسويات كما الشعوب والحركات التحررية، لا يجب أن يقتصر على التوثيق والإدانة.

فما يحصل الآن في غزة رغم تكرره في تاريخ استعمار فلسطين، إلا أن وتيرته ووسائله أصبحت أكثر وحشية. بالتالي فإن الرد عليها يجب أن يكون في مستوى وقفها أو ردعها.

لذلك على القوى النسوية بشكلٍ خاص أن تدرس إمكانيات التصعيد، رغم ما تقاسيه من قمعٍ سياسي واجتماعي في سياقاتها. إلا أن عجلة الإبادة تستلزم مزيدًا من العمل السياسي الرامي إلا هز الاستعمار وحلفائه. وتصعيد الفعل النسوي حتى يشعر بآلام نساء غزة حقًّا.

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد