الطفلة جنى زكارنة .. خرجت تبحث عن قطتها فعادت شهيدة

بينما كانت الطفلة الفلسطينية جنى زكارنة تبحث عن قطتها على سطح المنزل لتقيها برد الشتاء، أصيبت برصاص الجيش الإسرائيلي ما أودى بحياتها في الحي الشرقي من مدينة جنين شمالي الضفة الغربية.

أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية مساء الأحد 11 كانون الأول/ديسمبر في بيان “استشهاد جنى مجدي عصام زكارنة، 16 عاماً، بعد إصابتها برصاصة في الرأس أطلقها عليها جنود الاحتلال خلال اقتحام مدينة جنين.

وندد مسؤولون فلسطينيون، وفصائل في بيانات منفصلة بمقتل زكارنة مطالبين بتحقيق دولي، أعلن الجيش الإسرائيلي أن هناك “احتمالا كبيرا” بأن أحد جنوده هو من قتل الطفلة عن طريق الخطأ.

واتهم رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد اشتية، إسرائيل بقتل الطفلة “بدم بارد”.

وزكارنة هي واحدة من أصغر الفلسطينيين الذين قتلوا هذا العام، وهو الأكثر دموية في الضفة الغربية منذ 2005.

كما نقل الإحتلال في بيان عبر موقعه الإلكتروني الرسمي، إن قواته اعتقلت 18 مطلوباً منهم ثلاثة في جنين، بدعوى التورط في “أنشطة إرهابية”، على حد قوله.

وبحسب وكالة الأناضول تقول عائلة الشهيدة إن “جنى شعرت بالخوف على قطتها فذهبت لكي تتفقدها وتقدم لها الطعام على سطح المنزل لكنها لم تعد”.

وأوضح ماجد عم الطفلة زكارنة، أنها “قتلت بدم بارد فالرصاص الذي أطلق كان بقصد القتل، حيث أصيبت بأربع رصاصات اثنتان منها في الرأس والوجه”.

وطالب أهل الضحية بمساءلة ومعاقبة السلطات الإسرائيلية على مقتل طفلتهم.

ولا تزال آثار مقتل الطفلة واضحة على سطح منزل العائلة، حيث تناثرت دماؤها في المكان، بينما بقيت القطة البيضاء “لولو” وحيدة، تدور في مكانها بحثا عن صديقتها.

وفي نهاية تحقيق أولي نهار الاثنين 12 كانون الأول/ديسمبر، وفق بيان الجيش، “وُجد أن هناك بالفعل احتمال كبير أن الفتاة المقتولة أصيبت برصاصة عن طريق الخطأ أُطلقت على مسلحين على سطح في المنطقة التي أُطلق منها النار على القوة (الإسرائيلية)”.

وتابع: “الظاهر أن الفتاة المقتولة كانت على سطح أحد المنازل القريبة من المسلحين”، و”الادعاء بأن قوات الأمن (الإسرائيلية) أطلقت النار عمدا على أشخاص غير متورطين لا أساس له”.

ومشددا على “مواصلة التحقيق لتوضيح ملابسات الحادث”، قال الجيش إنه يأسف هو وقادته “على أي ضرر يلحق بأشخاص غير متورطين حتى أولئك الذين هم في بيئة قتالية وفي (مجال) تبادل إطلاق النار بالقرب من المسلحين”.

من جانبه، وعلى الرغم من الإجرام المستمر، أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته يائير لابيد عن تعازيه لأسرة الطفلة زكارنة.

وأضاف لابيد في تغريدات بحسابه على تويتر: “التحقيق المنشور أولي فقط، وتواصل القوات الأمنية التحقيق لتوضيح ملابسات الحادث”.

وتابع متنصلاً ومحاولاً الادعاء بالانسانية والمهنية: “أنا على ثقة أن جنود الجيش الإسرائيلي وقوات الأمن خلال عملهم، حتى الأكثر تعقيداً، يبذلون قصارى جهدهم، وسيواصلون، لمنع الإضرار بغير المتورطين”.

ومنذ مارس/ آذار الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية في الضفة الغربية تحت اسم “كاسر الأمواج”، في ظل تصاعد التوتر على خلفية اشتباكات متجددة بين الجيش ومستوطنين من جهة، ومقاومين/ات من جهة أخرى.

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد