في إيران.. اعتداء رجل على امرأتين بذريعة عدم ارتداء الحجاب

تستمرّ الاعتداءات المتفرّقة على النساء في إيران. وهذه المرّة كان نصيب امرأتين في أحد متاجر مدينة شهد، في محافظة خراسان، لعدم ارتدائهما الحجاب.

وانتشر مقطع فيديو، في نيسان/أبريل الجاري، على مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر فيه رجل وهو يسكب اللبن على رأسيّ أم وابنتها لا ترتديان الحجاب، بحسب ما نشرت صحيفة “تيليغراف” البريطانية.

وأصدرت السلطات الإيرانية في اليوم نفسه مذكرات توقيف بحق الامرأتين بتهمة “ارتكاب عمل محظور”، بسبب خلعهما الحجاب، وفق ما أفاد موقع “ميزان أونلاين” القضائي.

كما أشار إلى توقيف المعتدي بتهمة “ارتكاب عمل مهين والإخلال بالنظام”.

الاعتداء أتى بالتزامن مع تهديدات أطلقها القضاء الإيراني

أثار الفيديو غضباً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي في إيران. خصوصاً وأنه أتى في وقتٍ ألقى فيه رئيس القضاء الإيراني، غلام حسين محسني إيجئي، تهديدات متعلّقة بالحجاب.

وتوعّد إيجئي بـ”محاكمة الإيرانيات اللواتي يظهرن في الأماكن العامة غير محجبات وملاحقتهن من دون رحمة”.

واعتبر إيجئي، في لقاء صحفي، أن “عدم ارتداء الحجاب هو بمثابة معاداةٍ لقيم الجمهورية الإسلامية”.

وأكد أن “من ترتكب مثل هذه الأفعال المخلة ستُعاقب وستُحاكم بلا رأفة”.

وأوصى إيجئي من أسماهم رجال إنفاذ القانون، بـ”إلزامية إحالة أي نوع من الإخلال بالقانون الديني في الأماكن العامة إلى السلطات القضائية”.

في المقابل، شبّهت ناشطات/ين إيرانيات/ين الحادث بأنه يذكّر بسلسلة الهجمات التي تستهدف النساء بالحمض أو الأسيد منذ عام 2014.

واعتبر/ت أحد/إحدى الناشطين/ات أن “نظام الجمهورية الإسلامية طوّر أساليب الهجوم على النساء اللواتي يعارضن الحجاب”.

وتابع/ت: “بالأمس كان يلقي الحمض على وجوههن، واليوم يسكبون اللبن على رؤوسهن”.

من ناحيتها، نقلت صحيفة “تلغراف” البريطانية أن مسوولين/ات محليين/ات حاولوا التقليل من شأن الاعتداء. أبرزهم/ت رئيس هيئة الأمر بالمعروف، سيئة السمعة، سيد داوود نبي زاده الذي دافع عن المعتدي.

ونقلت عن نبي زاده قوله إنه “بينما ندعم عمل أعضائنا المتعلق بضمان التزام النساء بالحجاب الإلزامي، إلا أن أفعالهم يجب أن تكون من خلال تقديم النصائح”.

إشارةٌ إلى أنه منذ مقتل مهسا أميني على يد “شرطة الأخلاق”، في أيلول/سبتمبر 2022، خلعت الكثير من النساء الإيرانيات الحجاب في الأماكن العامة والشوارع.

وأتى تحرّك النساء كاعتراض على الأحكام الأبوية والذكورية السلطوية والجائرة التي تفرضها السلطات الإيرانية عليهن.

تتعرّض النساء الإيرانيات اليوم لخطرٍ مضاعفٍ نتيجة قمع السلطات للتحركات الاحتجاجية.

قمعٌ قد يصل إلى حد الاغتيال والاحتجاز بتهمة مخالفة قواعد اللباس الإلزامية.

واتخذت قوات الأمن الإيرانية تدابير قمعية صارمة لقمع الاحتجاجات المستمرّة في عموم البلاد منذ شهور، على خلفية مقتل مهسا أميني.

وتصدّت النساء الإيرانيات لبطش عناصر “شرطة الأخلاق” في الشوارع، بحسب ما بيّنته الكثير من مقاطع الفيديو المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي.

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد