اتساع دائرة التصعيد في إدلب.. ما الذي نعرفه حتى الآن؟

منذ حوالي شهرٍ، يستغلّ نظام الأسد ما يجري من أحداثٍ دموية في غزّة، ليستفرد بالمدنيات/ين في الشمال السوريّ. تحديدًا في محافظة إدلب ومحيطها.

وينفّذ الأسد عدوانًا سافرًا على المناطق المكتظّة بالسكّان، مستخدمًا الفسفور الأبيض الحارق، في ظلّ استمرار سياسات إفلاته من العقاب ومحاولات شرعنة حكمه مجدّدًا.

فلسنواتٍ يمطر النظام، بغطاءٍ من سلاح الجوّ الروسي والمليشيات المتعاونة معه، السوريات/ين بالأسلحة المحظورة بموجب القانون الدولي. فضلًا عن القصف المدفعيّ والصاروخي المكثّف، وسط تغافل المجتمع الدوليّ عن هذه الجرائم وتطبيعه لها.

“أكبر تصعيد للأعمال العدائية في سوريا منذ 4 سنوات”!

صرّحت منظّمة الدفاع المدني (الخوذ البيضاء)، أن قوات الأسد شنّت هجمات بأسلحة محرمة دوليًا على 9 مناطق ضمن شمال غرب سوريا.

وذلك منذ بداية تشرين الأول/أكتوبر وحتى يوم الجمعة الماضي.

وخلال الشهر المنصرم، “قتلت وجرحت “الأطراف المتنازعة كافةً” حوالي مئتيّ سوريّ/ة، بحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان.

وتواصل تركيا قصفها العنيف على المواقع الكردية في شمال شرق سوريا. إذ قتلت العشرات، ودمّرت البنية التحتية الحيوية، وقطعت إمدادات المياه والكهرباء عن ملايين الناس.

بالإضافة إلى الهجمات الأسدية والروسية والتركية، يتعرّض الشمال والجنوب السوريّ لهجمات من قبل الكيان الصهيوني.

هذا الأمر أدى إلى خروج مطاريّ دمشق وحلب الدوليين عن الخدمة 4 مرات منذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزّة في 7 تشرين الأول/أكتوبر.

في السياق، قال باولو بينيرو، رئيس لجنة التحقيق الدولية بشأن سوريا، إن الأخيرة تجري تحقيقًا في “الاستخدام المزعوم للأسلحة المحظورة”.

وفي مقابلة مع موقع “ميدل إيست آي”، عبَّر باولو عن “قلقه إزاء تحمّل المدنيات/ين وطأة القصف المدفعي والصاروخيّ على عدة مناطق في سوريا خلال الأسابيع القليلة الماضية”.

وفي وقت سابق، بدأت قوات النظام هجماتها على محافظة إدلب ومحيطها بالإضافة إلى ريف حلب. وذلك انتقامًا لهجومٍ تعرّض له المتخرّجون من الأكاديمية العسكرية في مدينة حمص، وأدى إلى مقتل أكثر من 123 شخصًا.

أما بالنسبة للهجوم التركيّ، فأكد باولو أنه يأتي “كردٍ انتقاميّ على الهجوم الذي أصاب اثنين من عناصر القوات التركية في أنقرة مطلع تشرين الأول/أكتوبر”. وكانت تركيا اتهمت قوات سوريا الديمقراطية الكردية (قسد) بالهجوم.

مقاومة الاستبداد قضية نسويّة!

بدلًا من توجيه صواريخه باتجاه العدو. وتخطّي الاكتفاء بإطلاق تهديدات “محو إسرائيل عن الوجود خلال دقائق” -وهي معركة لم يصرف عليها طلقةً واحدة حتى اللحظة- يواظب “محور الممانعة” على محو ما تبقى من الشعب السوريّ. سيّما الخارجات/ين عن مشورة بشار الأسد لضمان حكم الديكتاتور الأبديّ.

إن مقاومة الاستبداد كمقاومة الاستعمار، تقع في صلب قضيّتنا النسوية. ولا يمكن لحراكنا النسويّ في المنطقة أن يتجاهل معركة الوجود والحريّة التي تخوضها السوريات/ين ضد الأبد الأسديّ.

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد