رومان بولانسكي قيد المحاكمة بتهم التشهير والاغتصاب

بعد هروبٍ دام سنوات، يقف المخرج الفرنسي البولندي رومان بولانسكي أمام القضاء بتهم التشهير والاغتصاب. يُذكر أن المخرج لاحقته اتهامات بالاعتداء الجنسي على قاصرات، خلال السبعينيات والثمانينيات بالولايات المتحدة الأمريكية. إلا أن الأخير لاذ بالفرار إلى أوروبا عام 1977.

بولانسكي أمام القضاء الفرنسي

مطلع آذار/مارس الجاري، انعقدت جلسة محاكمة بالعاصمة باريس، تم فيها اتهام بولانسكي بالتشهير. أتت المحاكمة على إثر دعوة تشهير رفعتها ضده الممثلة البريطانية شارلوت لويس.

تعود الأحداث إلى عام 1983، عندما كانت شارلوت لويس تبلغ من العمر 16 عامًا فقط. وفقًا لروايتها، اعتدى بولانسكي عليها جنسيًا عندما كانت تجري اختبارات أداء التمثيل بفرنسا آنذاك. “لم أكن أعلم أن ما حدث لي هو اغتصاب”، لكن “كنت أعلم أن أمراً سيئاً حصل”.

في عام 2010، تحدثت شارلوت إلى الصحافة ووجهت اتهامًا صريحًا للمخرج بأنه اغتصبها عندما كانت قاصرة. لكن المدعى عليه أنكر الاتهام، واصفًا إياه بالـ”إفتراء المقيت”. الأمر الذي بسببه تم الهجوم على شارلوت إعلاميًا، وتعرضت على خلفيته إلى التنمر هي وابنها.

حدد القضاء الفرنسي جلسة يوم 14 آيار/مايو القادم، للنطق بالحكم.

بولانسكي أمام القضاء الأميركي

يلاحق القضاء الأميركي بولانسكي منذ سبعينيات القرن الماضي، تحديدًا عام 1977. إذ تم اتهامه باغتصاب فتيات قاصرات في أميركا، وبلغ عددها حتى الآن عشر قضايا رسمية.

كما حدث مع شارلوت لويس، نفى فريق دفاع المخرج المتهم أي ادعاءات بممارسة موكله عنف جنسي بحق فتيات قاصرات. جاء النفي كردة فعل على امرأة اتهمت رومان علنًا عام 2017 باغتصابها عام 1973، بعدما تعمد تخديرها بالكحول.

بعد أكثر من 40 عامًا، حددت ولاية كاليفورنيا جلسة خلال شهر آب/أغسطس 2025 لإجراء المحاكمة.

عقود من الهروب

رجحت الصحف المحلية والعالمية عدم حضور بولانسكي للمحاكمة، بعد فراره عشرات السنوات واستغلال نفوذه لإخراس الضحايا.

يرجع الفرار الأول إلى عام 1977، حينما تم استيقاف رومان بأميركا بتهمة تخدير واغتصاب قاصرة، وسجنه لأكثر من 40 يومًا. منذ ذلك الحين، يعيش رومان حياته خارج قضبان السجن في أوروبا. إذ رفضت الحكومتين السويسرية والفرنسية تسليمه إلى الولايات المتحدة أكثر من مرة.

خلال حراك مي تو العالمي لمساندة ضحايا العنف الجنسي من النساء والفتيات، اتهمت أربع نساء بولانسكي بالاغتصاب وهن قاصرات. ضمن هؤلاء الفنانة ماريان بارنارد. حيث اتهمته باغتصابها عندما كانت طفلة ذات عشر سنوات عام 1975.

في عام 2020، احتجت الممثلة أديل إينيل على حصول المخرج على جائزة خلال مهرجان سيزار التي انسحبت منه لذات السبب. بينما تبعت خطاها مقدمة الحفل الممثلة والكوميدية فلورنس فوريستي، ورفعت صورة على حسابها بموقع إنستغرام معلقة: “أشعر بالاشمئزاز.

بينما تعيش الضحايا/الناجيات في سعيٍ مستمرٍ لتقديم المغتصب إلى العدالة، يعيش هو بين صافرات المهرجانات الدولية، حاصدًا جوائز تزعم “فصل الفن عن الفنان”.

ماذا لو كان هذا “الفنان” مغتصب متسلسل؟

 

 

 

 

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد