“ميدوسا”.. عن قصص النساء والفتيات المرعبة مع التحرّش والاغتصاب

تصدّر وسم ميدوسا منصات التواصل الاجتماعي في الساعات الماضية، كاشفاً عن تجارب مريرة للكثير من الفتيات والفتيان في المنطقة الناطقة بالعربية مع الاعتداءات الجنسية.

وكشفت مواقع صحفية عن مشاركة أكثر من 100 ألف فتاة وامرأة، من هذه الدول مع الهاشتاغ.

“ميدوسا” تكشف عن تجارب “مرعبة” في مصر

وفي مصر، اجتاح الوسم مواقع التواصل الاجتماعي. وعبّرت من خلاله المستخدمات عن معاناتهن مع التحرش والاغتصاب.

وتحدّثن عن استيائهن من تفشي هذه الآفة الخطيرة. كما وجدن في هذا الوسم وسيلة للحصول على الدعم المعنوي لتجاوز الأزمات النفسية، التي رافقتهن جراء تعرّضهن للاعتداءات الجنسية.

“أخبرتني صديقتي أنها لا تريد أن تنجب فتاة، لأنها ستخاف عليها جداً وستمنعها من أن تجلس في حضن والدها، أو أن يقبلها ويحضنها”، كتبت إحدى المتفاعلات.

كما أعربت عن الخوف الشديد الذي أصابها، بسبب تكرار هذه الاعتداءات، “فانتشار الهاشتاغ كشف عن قصصٍ مرعبة”.

“وجدتُ أبي يضربني ويلومني بعد تعرضي للاغتصاب”

وروت ناشطة أخرى تجربتها مع الاغتصاب حين كانت بعمر الثمانية، وكشفت عن اللوم والتذنيب الذي مارسه والدها بحقها، بدل احتوائها ومساعدتها لتجاوز أزمتها.

وكتبت: “كنت طفلة حين شدني فتى يكبرني بقليل بطريقةٍ أخافتني كثيراً. شعرت بيده على ظهري، فحاولت الإفلات منه إلا أنه ثبّتني بعنف واقترب مني واغتصبني بينما كنت أضربه. كل ما أذكره أنني وجدت أبي يضربني ويسألني عن الذي حصل وعن الدم الذي لم أكن أفهم عنه شيئاً وأنا طفلة لم تفهم أنه تم اغتصابها حتى”.

وتابعت معاناتها التي استمرت مع والدها الذي “أقفل علي باب غرفتي من دون أن يعلم ما الذي حصل معي، وكان يأتي في كل يوم ليضربني ويخبرني بأنني فضحته”.

“إحكي”.. “من غير المنطقي أن تبقى/يبقى الناجي/ة مختبئاً/ة بينما المجرم حراً”

في سياقٍ متصل، شاركت مباردة “إحكي” عبر فيسبوك في حملة “ميدوسا”.

وأكدت أن “الحديث عن التعرض للاعتداءات الجنسية هو نوع من أنواع العلاج والتعافي، ويحتاج لشجاعة كبيرة”.

كما أثنت على جرأة “الشابات والشبان اللواتي/ اللذين تحدثن/وا عن تعرضهن/م للتحرش والاغتصاب خصوصاً تلك التي تتعلق بالأقارب أو الأشخاص الأكبر سناً”.

وندّدت بدعوات البعض للناجيات/ين إلى “السكوت عن المتحرشين أو المغتصبين، في حين يمارس المعتدي اعتداءاته ضامناً عدم محاسبته”.

كما اعتبرت أنه “من غير المنطقي أن تبقى/يبقى الناجي/ة مختبئاً/ة بينما المجرم حراً”.

من ناحيتها، أطلقت مبادرة The Fem-Society، مساء 28 آب/أغسطس، مبادرة إلكترونية بمناسبة إطلاق وسم “ميدوسا”. هدفت من خلالها إلى توفير مساحة آمنة للنساء لسرد تجاربهن في هذا الإطار.

وأشارت المبادرة عبر صفحتها إلى أنها تهدف إلى “تقديم الدعم الكامل للنساء في قضاياهن، ومساعدة كل فتاة لتعيش حقيقتها وتجربتها شكلٍ صادق، ورفع أي تعدي عنها أو سلب لحقوقها بدون وجه حق”.

وقامت بنشر دعوى، عبر خاصية إنستغرام “ستوري”، لحث الفتيات والنساء على “مشاركة تجاربهن مع الإساءات الجنسية التي تعرضن لها”.

وسرعان ما بادرت الكثيرات إلى الإدلاء بشهاداتهن:

“في كل مرة أخرج إلى الشارع أتعرض للتحرش”.

“أبي تحرش بي منذ سنوات، ولا زلت أعاني نفسياً من تبعات هذا الاعتداء”.

“صاحب الدكان كان دائماً يتحرش بي في طفولتي”.

“كان أحدهم يبتزني عاطفياً وللأسف في إحدى المرات خضعت لابتزازه خوفاً من فضحي”.

والكثير من الشهادات التي سجلتها الفتيات والنساء، تفاعلاً مع المبادرة، كشفت عن مدى انتشار الاعتداءات الجنسية بحقهن في ظل عدم “التستّر” والصمت والخوف من المواجهة “خوفاً من الوصمة الاجتماعية أو اللوم أو عدم التصديق”.

وأثار انتشار صورة الـ”ميدوسا” الإغريقية عبر منصات التواصل الاجتماعي جدلاً واسعاً.

إذ ترجع هذه الصورة إلى أسطورة تعود إلى فترة العصور الإغريقية القديمة. تتحدث عن سيدة تعمل كاهنة في معبد أثينا، وتتمتع بقدرٍ كبيرٍ من الجمال، الأمر الذي جعل إله البحر يرغب في ممارسة الجنس معها، حتى قام بالتحرش بها واغتصابها.

من هذا المنطلق استخدم/ت الناشطون/ات صورة ميدوسا للحديث عن تجاربهن/م مع الاعتداءات الجنسية.

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد