ترهيب الإيرانيات الثائرات أولوية النظام الأبوي الذي يتفنن لمحاولة قمعهنّ

تستمرّ الإيرانيات في تحدّي نظام الملالي الأبوي الذي يتفنّن بمحاولاته لقمع ثورتهنّ النسوية، التي اندلعت عقب مقتل الشابة مهسا أميني.

وكانت آخر تلك المحاولات هي استخدام التكنولوجيا لمراقبة النساء اللواتي يرفضن ارتداء الحجاب في سياراتهنّ، وتهديدهنّ بمصادرة السيارات، واستدعائهن للمحاكمة.

غرامات ومصادرات ومحاكمات.. النظام يهدد والإيرانيات يهزأن

في نيسان/ابريل الماضي، أعلن قائد قوة إنفاذ القانون أحمد رضا رادان، إطلاق برنامج “ذكي” يشتمل على نشر كاميرات ترصد اللواتي يخلعن الحجاب ضمن سياراتهن، أو اللاتي لا يلتزمن بارتداءه في الأماكن العامة.

ويتضمّن البرنامج الذي أسموه ناظر-1، إرسال رسائل نصية تهدد بالتغريم، ومصادرة السيارة، بالإضافة إلى الاستدعاء للمحاكمة إن تكرر “خلع الحجاب” مرة أخرى.

وأثار هذا الإعلان سخرية الإيرانيات اللواتي نشرن صورهنّ وهنّ مكشوفات الشعر، من أماكن مختلفة في أنحاء البلاد.

وفي الوقت نفسه، تضمّن الإعلان قرارًا بإغلاق المحال التجارية التي تستقبل نساءً دون حجاب.

فبحسب علي خان محمدي، الناطق الرسمي باسم مقر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر “على المحال التجارية تحذير زبوناتها. إذا أردتن الدخول إلى هذا المحل عليكن الالتزام بالحجاب”.

وهو ما يمكن اعتباره محاولة لتكريس السلطة الذكورية، وتحريض الرجال على النساء في محاولة لتجنيد “الجميع” ضد الثورة النسوية في إيران.

أهذا مبلغ ذكاء تقنيتكم؟

لم يتمكّن النظام الإيراني بأجهزته القمعية من ضبط خطته النابعة من الرغبة بإخماد الثورة. فكشف عن ضعفه أمامها عبر العشوائية الظاهرة في مستلمي/ات الرسائل التحذيرية.

فقد شارك عدّة إيرانيين، رسائل وصلتهم حول “مخالفتهم قانون ارتداء الحجاب” في سياراتهم.

ونشر أحدهم عبر انستغرام صورة للرسالة التي وصلته، معربًا عن استغرابه من مضمونها. حيث تضمنت رقم لوحة ترخيص سيارته، والموقع الذي كان يقود فيه في يوم محدد. وأضاف “كنت وحدي تمامًا، لم أكن برفقة امرأة، إن الكاميرات التي يستخدمونها ليست دقيقة”.

ووفق ما ذكر موقع بي بي سي أن الرجل أرسل صورةً لنفسه تظهر شعره الطويل.

وعلى مدى سنوات طويلة، سجلت حالات عديدة لرسائل مشابهة، لكنّها المرة الأولى التي تهدد فيها السلطات بالغرامات والمصادرة.

وقالت امرأة لبي بي سي: “تلقيت رسالة نصية قصيرة قبل شهر تنطوي على رقم لوحة ترخيص سيارتي بعد أن قمت برحلة رفقة صديقات لي إلى مدينة دامغان. ولم نكن نحكم ارتداء الحجاب أثناء وجودنا في السيارة”.

وتأتي هذه الرسائل وسط شكوك بعودة ما يسمى “شرطة الأخلاق” إلى شوارع المدن الإيرانية.

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد