اللقاء التشاوري في الديمان…سلطتان للاضطهاد والتحريض

عقد رئيس الحكومة اللبنانية مع عدد من الوزراء، لقاءً تشاوريًا في الديمان داخل الصرح البطريركي الماروني بحضور البطريرك مار بشارة بطرس الراعي.

ونتج عن اللقاء ما قد ينتج عن أيّ اتّحاد للسلطتين الدينية والسياسية.

محاولات لإرساء دعائم الأبوية عبر التآمر ضد الفئات المهمشة

اتفق السياسيون ورجال الدين في هذا الاجتماع على مكاتفة جهودهم لاضطهاد الفئات المهمشة أكثر فأكثر. فكان من بين المواضيع التي تناولها المؤتمر قضايا “النزوح السوري” و”الشذوذ الجنسي”.

إذ أشار البطريرك بشارة الراعي إلى رئيس الحكومة حول وجود اللاجئات/ين السوريات/ين في لبنان، وكأنه ملف يخصّ المسيحيات/ين وحدهن/م.

وهو ما يوحي بأن هنالك خطر محدّق بلبنان عنوانه “اللجوء السوري”. ويجب على جميع السياسيين الذين لم يتّحدوا يومًا على قرار، أن يتوحدوا لمواجهة هذا “الخطر”.

وبدوره، نفى ميقاتي أن يكون هذا الملف “خطرًا” على طائفة دون غيرها. بل هو موضع نقاش في هذا المؤتمر، وعلى كافة المستويات.

ولناحية هلع رجال السلطة من الحريات الفردية وحقوق الفئات المهمشة، أثار أحد البطاركة ما أسماه “ملف الشذوذ الجنسي” وخطره على الأسرة والمجتمع.

وتسائل عن إدخال قضايا مجتمع الميم عين لام إلى المناهج التربوية، واصفًا إياه بأنه أمر “خطير” ويحتاج إلى تدخّل سريع.

ويأتي هذا المؤتمر بعد حملة تحريضية واسعة طالت أفراد مجتمع الميم عين لام في لبنان، بدأها حسن نصر الله في كلمته خلال عاشوراء.

وسبقتها هجمة عشوائية لترحيل اللاجئات/ين السوريات/ين قسرًا من لبنان إلى الحدود السورية، وتسليمهنّ/هم للنظام السوري.

ويثبت الترابط بين هذه الانتهاكات والتحريض أن رجال السلطتين الدينية والسياسية. ورغم فشلهم في حل جميع الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي يرزح لبنان تحتها بسببهم. ما زلوا مصرّين على التحريض ضد الفئات المهمشة من لاجئات/ين وأصحاب الهويات غير المعيارية لتحوير المشكلة عن سببها الأساسي.

فما يحاول هؤلاء قوله للشارع المستاء من الأزمات المتتالية: ليست سياساتنا الفاشلة، ولا سرقاتنا الموصوفة، ولا فسادنا الجشع هو المشكلة، المشكلة في الفئات المهمشة التي يجب عليكم توجيه غضبكم نحوها.

وما نقوله نحن: أن هذه المنظومة بكل رجالاتها هي من يجب أن نتّحد ضدها. وأننا متضامنات مع اللاجئات/ين وجميع الأفراد اللواتي/الذين لهنّ/م هويات غير معيارية في وجه هذه المنظومة الفاسدة القاتلة.

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد