“الحرب لا تُوقف الدورة الشهرية”.. حملة لتزويد السودانيات بالفوط الصحية

أطلقت “المبادرة الاستراتيجية لنساء القرن الأفريقي” (SIHA) حملة لجمع التبرعات من أجل شراء وتوزيع الفوط الصحية على النساء والفتيات في السودان. وذلك بالشراكة مع مبادرة “فوطة تسد الخانة” ومنظمة “سودرو”.

وتحت شعار “الحرب لا توقف الدورة الشهرية“، سلّطت الحملة الضوء على انتهاكات حقوق السودانيات المتعلّقة بالصحة الجنسية والإنجابية. أبرزها حاجتهنَّ الشديدة إلى الفوط والمستلزمات الصحية في ظروف الحرب الراهنة.

أوضاع السودانيات في خضّم الصراع!

قالت المبادرة إن “النازحات في الأحياء والمدن والولايات السودانية، يجبرنَ عادةً على المغادرة تحت نار الرصاص وتهديدات العنف الجنسيّ. كذلك دون أن يتمكنَّ من حمل احتياجاتهنَّ الأساسية ومن ضمنها الفوط الصحيّة”.

وفي ظلّ تفاقم الصراع الدائر منذ أشهرٍ في البلاد، والذي تدفع السودانيات الثمن الأكبر منه، “أصبح الحصول على المنتجات الصحيّة للنساء والفتيات لا يعد ضمن الأولويات”، بحسب المبادرة.

أما في المناطق التي تتوفر فيها الفوط الصحية، فأكدت أنها تعاني من “التضخم الجامح وارتفاع الأسعار ما حدّ من قدرة النساء الفتيات على الحصول عليها. خاصةً في ظل معاناة الأسر للحصول على الغذاء والمياه النظيفة”.

وأضافت أن “هذا النقص في الوصول إلى الفوط الصحيّة يعرّض غالبية النساء والفتيات إلى الإصابة بالأمراض والعوارض الصحية، مثل الالتهابات، والتي قد تصبح مهدِّدة لحيواتهنّ ولصحتهن الجنسية والإنجابية. وذلك نظرًا لصعوبة الوصول إلى مصادر المياه النظيفة والرعاية الصحيّة، لاسيّما في مراكز الإيواء ومعسكرات النزوح، حيث تزداد الخطورة على النساء والفتيات”.

لذا، أشارت “المبادرة الاستراتيجية لنساء القرن الأفريقي” إلى أن “توفير منتجات الدورة الشهريّة يساعد في التقليل من المخاطر التي تهدد صحة النساء والفتيات. بالإضافة إلى تحسين واقع حيواتهنَّ اليومية”.

ما مصير التبرّعات؟

أوضحت المبادرة عدّة نقاط حول عملية جمع التبرعات واستخدامها، وهي:

  • شراء الفوط الصحية والملابس الداخلية وفقًا لاحتياجات النساء والفتيات في مختلف المناطق السودانية.
  • توزيع الاحتياجات بالتعاون مع كلٍّ من مبادرة “فوطة تسد الخانة” ومنظمة “سودرو”. فالأخيرة تعمل في العيادات المتنقلة والجمعيات القاعدية والمراكز الصحية التي تستهدف مراكز إيواء النساء والفتيات النازحات والمتأثرات بالحرب.
  • تحديد الحد الأدنى للتبرّع بما يعادل 5 دولار أميركي، وهي تكلفة تقريبية للفوط الصحية التي تستخدمها الامرأة أو الفتاة الواحدة شهريًا.
  • قبول التبرعات العينية أيضًا، مع ضمان الالتزام بتكاليف التوصيل إلى نقاط التوزيع التي يتم الاتفاق عليها.
  • جمع منتجات الدورة الشهرية ذات الاستخدام الواحد فقط. وذلك لأن المنتجات القابلة لإعادة الاستخدام ليست آمنة للنساء والفتيات في ظلّ ظروف الحرب الراهنة. بينما يصعب الوصول إلى المياه النظيفة والمعقمات بانتظام.
  • الالتزام بتقديم تقارير شهرية حول سير واستخدام التبرعات.

حصد الاقتتال بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني، منذ نيسان/أبريل الماضي، أرواح أكثر من 9 آلاف من المدنيات/ين، بجانب تهجير عشرات الآلاف منهنّ/م.

وتعرّضت النساء والفتيات القاصرات للعنف بكافة أشكاله لا سيّما الجنسيّ على أيدي المتقاتلين. كما تسبب الصراع في انعدام احتياجاتهنّ أهمها الفوط الصحية وارتفاع أسعارها بشكلٍ خياليّ.

تؤدي صعوبة الحصول على الفوط الصحية إلى عدم تمكّن السودانيات من مواصلة أنشطتهنّ اليومية، حتى وإن كنّ قد نزحن إلى مناطقٍ آمنةٍ نسبيًا. بينما يستمر الضغط الجسديّ والنفسيّ في التأثير على صحتهنّ وعافيتهنَّ.

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد