التطهير العرقي مستمرٌ في السودان.. تصفية 1300 من المساليت خلال 3 أيام

في وقتٍ سابق من هذا الشهر، وخلال 3 أيام متتالية، ارتكبت قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها مجزرةً جديدة بحق قبيلة المساليت الإفريقية. وذلك في إقليم دارفور غربيّ السودان.

وبحسب تقارير حقوقية، قتلت قوات الدعم السريع 1300 فردًا من القبيلة على الأقل حتى اللحظة. في أحدث عملية تطهير عرقيّ يشهدها الإقليم منذ أشهر.

وقعت المجزرة في منطقة أردمتا، التي تقع شمال شرقيّ الجنينة، عاصمة دارفور. وذلك بعد استيلاء الدعم السريع على المدينة خلال معاركٍ دارت في الفترة بين 2 و6 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري.

وللمرة الثانية ملأت الميليشيا التي تتقاتل على السلطة، شوارع الجنينة وضواحيها بجثث المساليت، وفق ما نقل شهود عيان. إذ نفّذت قوات الدعم السريع والميليشيات التابعة لها، في حزيران/يونيو الماضي، تطهيرًا عرقيًا ضد القبيلة وقتلت منها أكثر من 500 إنسانًا.

ومنذ نيسان/أبريل الماضي، أصبحت دارفور مسرحًا لأعنف معارك الحرب الدائرة في السودان بين الدعم السريع والجيش السوداني، إلى جانب العاصمة الخرطوم.

معاناة طويلة الأمد!

تعاني دارفور منذ زمن من الصراعات الشرسة بين القبائل والميليشيات التي أنشئت فيها. بالإضافة إلى عمليات المحو والتهجير والتهميش طويلة الأمد ضد السكان الأفارقة السود في المنطقة.

فبين عاميّ 2003 و2005، عانت دارفور من التسليح التي قامت فيه حكومة الرئيس السوداني السابق عمر البشير للآلاف من رجال القبائل العربية. ناهيك عن إنشاء ميليشيا “الجنجويد”، والتي استخدمها البشير ضد المجموعات الثائرة ضده في دارفور عام 2005.

حينها، اندلعت الاحتجاجات ردًا على التهميش طويل الأمد للسكان الأفارقة السود في المنطقة.

في المقابل، انتقمت ميليشيات البشير بارتكاب إبادات جماعية بقتل حوالي 300 ألف شخص.

كما وجهت المحكمة الجنائية الدولية اتهامات لـ”الجنجويد” بارتكاب جرائم حرب. لا سيّما على خلفية استهدافها للسكان السود في دارفور وطردها الملايين من منازلهنّ/م.

أما اليوم، فيتكون العمود الفقري لقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، من رجال القبائل العربية، والذين كانوا من مقاتلي “الجنجويد” سابقًا.

إن الجريمة الحاصلة على يد الدعم السريع، لا تقع فقط بحق المساليت. وإنّما أيضًا بحق كافة المجتمعات الأفريقية غير العربية في الجنينة. في أخطر عملية تطهير عرقيّ يعيشها السودان في الوقت الراهن.

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد