الاحتلال الصهيوني يتسبب في ارتفاع حالات الإجهاض في غزة إلى 300%

إن العدوان الصهيوني على غزة يهدف لاجتثاث الحياة بكل الطرق والوسائل. فالاحتلال يخطط بخبث مع كل قصف لتدمير وسائل النجاة بما في ذلك قصف المستشفيات للتحقق من حتمية الموت.
في تشرين الأول/أكتوبر، أشارت التقارير إلى أن ما لا يقل عن 50,000 امرأة في غزة كن حوامل. كما أفادت أن المزيد من النساء تعرضن للإجهاض غير القصدي أو دخلن في المخاض المبكر أو توفيّن أثناء الولادة. وذلك بسبب انعدام الرعاية الصحية ونقص الغذاء والنزوح والصدمة والضغط النفسي تحت القصف. ولم يتضح بعد كم من النساء الحوامل في غزة قد فقدن أو قتلن أثناء العدوان الصهيوني.

سمح العالم بشقيه السياسي والمدني أن تباد غزة بنسائها وأطفالها/طفلاتها ورجالها ومن يتنوع جندرهن/م وعمرهن/م ولونهن/م، وكل كائن حي فيها، وحتى الجماد.

إبادة إنجابية في غزة

منذ بدء الحرب الصهيونية على قطاع غزة في أكتوبر/تشرين الأول، أطلقت المستشفيات والمنظمات الصحية إنذارات بأنه لم يعد هناك مكان آمن للنساء الحوامل للولادة. بعد مرور أكثر من ثلاثة أشهر على الإبادة المستمرة ساءت الأوضاع، وأصبحت النساء الحوامل معرضات للخطر بشكل أكبر. فقد أبلغ العاملون/ات في مجال الرعاية الصحية عن ارتفاع نسب الإجهاض غير المستحث بين النساء الحوامل في غزة إلى 300%.

ما يفاقم أخطار الإجهاض غير القصدي والولادة المبكرة بالإضافة إلى القصف وتبعاته، هو الحصار ومنع وصول المساعدات والمستلزمات الصحية.
فقد أدى نقص الإمدادات بسبب الحصار الإسرائيلي المستمر إلى معاناة النساء أثناء الحمل. وارتفاع خطر الإصابة بالعدوى والوفاة بعد الولادة أو الولادة القيصرية، وزيادة وفيات الرضع.

بالإضافة إلى خسارة كبيرة في الوزن بين النساء الحوامل بسبب محدودية الوصول إلى الغذاء والتغذية السليمة. أدى ذلك إلى سوءٍ في التغذية، وكذلك ضعف في صحة الأجنة وحديثي الولادة. بجانب مجموعة من النتائج القاتلة الأخرى المتعلقة بالصحة الجنسية والإنجابية.”

ويفيد التقرير الذي قامت به كايلي تشيونغ لموقع JEZEBEL بإن الحوامل لا يجدن الطعام أو الماء ولا أماكن فيما تبقى من المستشفيات. وأرجعت السبب إلى كثرة المصابين/ين وانهيار القطاع الصحي، وعدم وجود المعدات الطبية.

وقالت أمل عوض الله، المديرة التنفيذي للجمعية الفلسطينية لتنظيم وحماية الأسرة، لموقع جيزابل أن “جميع النساء الحوامل أصبحن الآن معرضات بشدة لخطر الولادة في ظروف غير آمنة، حيث يضطررن إلى الولادة في السيارات والخيام والملاجئ”.

كما بينت ارتفاع الأخطار التي تنتج عن الولادة عن نسبها المعتادة، منها ارتفاع نسبة وفيات الأمهات. فظروف الحرب التي تضطر كثيرات منهن للولادة من خلال العمليات القيصرية، والتي “تتم دون الإمدادات الطبية الأساسية، أو التخدير، ودون أي رعاية لما بعد الولادة”. نتيجة لذلك، فإن هؤلاء النساء يتعرضن بشكل خطير للعدوى، وللنزيف والالتهابات. مرة أخرى، بسبب انعدام الأدوات الطبية النظيفة لإجراء العملية، ونقص الأدوية.

المستشفيات لا تتسع للنساء الحوامل

هذه الظروف تشكل أيضًا خطورة مماثلة على الأطفال حديثي الولادة، الذين “يموتن/ون بسبب عدم وجود بيئة معقمة وطاقم متخصص”. ونظرًا لمحدودية الموارد، أشارت أمل عوض الله بأن أخطار الاجهاض غير القصدي والعمليات القيصرية والولادات ترتفع بسبب انعدام المتابعة الطبية.

“فقليلات فقط قادرات على الحصول على مواعيد مع أطبائهن/طبيباتهن أو حضورها بعد الولادة. والعديد منهن، ليس لديهن خيار سوى البقاء في الملاجئ المكتظة”.
وأضافت أنه في المراكز الصحية، لا يتم قبول النساء الحوامل إلا “في حالة كن على وشك الولادة. ويتم إخراجهن من المستشفى في غضون ساعات قليلة بعد الولادة، بسبب اكتظاظ المرافق بالمصابين/ات والموارد المحدودة للغاية”. علاوة على ذلك، تقول نور بيضون، المستشارة الإقليمية لمنظمة كير لشؤون الحماية والمساواة في حالات الطوارئ، لموقع جيزابيل بأن “العديد من النساء يتحتم عليهن السير على الأقدام للقيام بالمراجعة والفحوص في المستشفيات أو المراكز الصحية. ومن الممكن أن يُرفض استقبالهن بسبب نقص الإمكانات وارتفاع نسب الجرحى نتيجة للقصف”.

أشارت أمل عوض الله، إلى عدم تمكن نسب كبيرة من النساء الحوامل من دخول المستشفيات على الإطلاق. وذلك إما بسبب النزوح وتدمير الاحتلال للمستشفيات، أو نتيجة للحالات الناتجة عن القصف. حيث لا تعطى “الأولوية في كثير من الأحيان للنساء اللاتي يدخلن في المخاض”، ونادراً ما تتوفر الأسرّة لهن.

وتبين نور بيضون بأن “الظروف في المستشفى الإماراتي الميداني في رفح تظهر كيف أصبحت المستشفيات في غزة مثقلة بالعمل. فالمستشفى مصمم في البداية لتلقي ما بين 30 إلى 40 استشارة خارجية من النساء الحوامل بشكل يومي. والآن، يتم التعامل مع 300 إلى 400 حالة”، يوميًا.
يحتوي المستشفى على غرفة عمليات واحدة فقط. وهو “مصمم لإجراء ولادتين أو ثلاث عمليات قيصرية يوميًا. والآن يحتم عليه إجراء 20 عملية ولادة يوميًا”.

غزة كشفت المتاجرة بالشعارات

الحالة المأساوية التي يعيشها الجميع في غزة كشفت بعمق أن هذا العالم يقف على الجثث دون أن تزعجه رائحة الموت. فالنساء في غزة يمتن أثناء الولادة بسبب الإبادة والقصف والنزوح، وتدمير الكيان الصهيوني للمستشفيات بالصوت والصورة. وكذلك بسبب الحصار الذي تشارك فيه دول مجاورة تمنع امدادات الأكل والدواء التي قد تساعد في إنقاذ الأمهات وأجنتهن.
سمح العالم بشقيه السياسي والمدني أن تباد غزة بنسائها وأطفالها/طفلاتها ورجالها ومن يتنوع جندرهن/م وعمرهن/م ولونهن/م، وكل كائن حي فيها، وحتى الجماد.
شاهد الجميع الدماء والأنقاض والوجوه المكلومة، حتى أصبحت الإبادة جزءً من الروتين اليومي. يتفقد الجميع عدد الشهداء/الشهيدات والجرحى/الجريحات، دون تحركٍ لوقفها.
رأينا كيف تتاجر منظمات دولية كالأمم المتحدة وهيئاتها الموجهة للنساء والأطفال، ومنظمة الصحة العالمية بشعارات الصحة والعدالة الانجابية. في استغلال واضح لنضال ملايين النساء الأصلانيات والمجتمعات السوداء في وضع حد للانتهاكات الإنجابية.
كشفت غزة نفاق هذه المنظمات، ومشاركتها في هذه الحرب على الشعب الفلسطيني، ونزعت عنها الثقة.
نصرخ في وجه من يرفعن/ون شعارات العدالة الإنجابية، بينما يشاهدن/ون النساء الحوامل في غزة يتعرضن للموت، والتجويع، وانعدام الرعاية الصحية والعدوى وفقدان مواليدهن.
ندرك بعمق آلام النساء في غزة رغم عدم قدرتنا على الشعور بما يشعرن به. نلعن كل ما يجعل ملايير البشر تشاهد الإبادة والأساليب السادية التي يقوم بها الاحتلال الصهيوني ولا تفعل شيئًا سوى تقويته.

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد