بيان مشترك: محاكمة نسوية لمحكمة العدل الدولية

تابعنا، من منظار نسوي في المنطقة الناطقة بالعربية، قرار محكمة العدل الدولية. وذلك حول الدعوة التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد الكيان الصهيوني الصادر في 26 كانون الثاني/ يناير الجاري.

لم نعوّل للحظة على قراراتٍ صادرة عن محكمةٍ تخاطب “بعدالة” القوى الاستعمارية المزعومة. ولوقاحة هذه القوى وأدواتها المتسلّقة على العدل، لم يكن مستغربًا صدور قرارات أقل ما يمكن وصفها بالاستهزائية والاستعمارية.

قرارها المنحاز للاستعمار الصهيوني لا يزيدنا إلا إيماناً بأن المقاومة بكافة أشكالها، وتحديدًا المقاومة المسلحة المحصنة بالدماء الطاهرة، هي السبيل الوحيد للحرية.

محكمة العدل الدولية وإعادة إنتاج الاستعمار

حرقنا الشعور بالغضب، أن يضطر الشعب الفلسطيني وكل من يناصره لإقناع العالم بحقه في الحياة، وببشاعة الجرم الذي يرتكبه هذا الكيان الوحشي، دون أن يكون هناك أي أمل في ذلك. وأن تُستحضر كل الدلائل الممكنة لإثبات وقوع الإبادة، من صوتٍ وصورة، لإقناع حفنة من القضاة بتحقيق العدالة، فلا يفعلوا.

نحن مجموعات نسوية من المنطقة الناطقة بالعربية، نعلن أن محكمة العدل الدولية بقرارها المستهزئ والاستعماري هذا، وضعت نفسها أمام محاكمة تاريخية يقودها الشعب الفلسطيني والشعوب الحرة والحركات النسوية الجذرية.

اليوم نحاكم محكمة العدل الدولية التي لم تجرؤ على الإقرار بأنه حتى لحظة تلاوة قراراتها، هناك مجازر مستمرة بحق الشعب الفلسطيني، يجب وقفها على الفور!
وعليه، نعلن أننا -أكثر من أي وقتٍ مضى- نلتفّ وراء فصائل المقاومة في غزة، وسنظل ندافع عنها أمام الهجمات والدعايات الاستعمارية.
ونؤكد أن نسويتنا سنبقى حجر عثرة في طريق مخططات الاستعمار الصهيوني والأوروبي، ولن نكون سوى سلاح يقاتل لاستئصاله.

ردة فعل النسويات على قرار محكمة العدل الدولية

لم يكن قرار محكمة العدل الدولية مفاجئاً بالنسبة لنا نحن النسويات، ليقيننا بأن هذه المؤسسة لن تجرؤ على إدانة الكيان الإرهابي، أو حتى الاعتراف بارتكابه جرائم تصفية عرقية واستعمارية ضد أهل غزة.

لم نرفع سقف توقعاتنا رغم أهمية الخطوة بحد ذاتها. بل أدركنا أنها بدايةٌ لكسر مسلّمات كثيرة. وأوّلها، الإيمان بقيام المؤسسات الدولية على المبادئ التي تدّعي تبنّيها.

تملّكنا الغضب من اللغة المستخدمة في قرار المحكمة. لغةٌ استعمارية بكل ما للكلمة من معنى. فرغم صور الدماء والأشلاء، وُصفت الإبادة بالمزاعم. ورغم وضوح المجزرة وما أسفر عنها من عشرات آلاف الضحايا، قررت المحكمة أن السفاح هو من سيتولى التحقيق في صحتها.

شعرنا بالاشمئزاز ونحن نرى وجوه القضاة تتلو عشرات الصفحات، (دون أن تذكر ولو مرة واحدة الوقف الفوري للحرب) المعلنة على أكثر من مليوني شخص محاصر من كل مكان.

تابعنا جبروت الاستعمار الأوروبي في أصوات القضاة. أوحوا بكل بساطة إلى أنه على الكيان الصهيوني أن يقتل أهل غزة بصمت، دون إثارة أي ضجيج. سقطت الأقنعة الدولية أمام من كان ما يزال مؤمناً بها. ونحن على عكس من فرحوا/فرحن بقرارٍ وحشي كهذا، نرى أنه يضاف (لتاريخ المكر والخديعة الأوروبية).

مَن يُحاكم إرهاب الكيان الصهيوني؟

نرى أن محكمة العدل الدولية أرسلت رسالة واضحة. “لا قانون ولا محكمة تستطيع أو ترغب بوقف جرائم الإرهاب ضد شعوب الجنوب العالمي”.

نحن مجموعات نسوية، نعتبر أن هذا القرار الاستهزائي والاستعماري هو بمثابة ضوء أخضر للإرهاب الصهيوني. وأنه إعلان أن المؤسسات الدولية حاضنةٌ له. فالمحكمة بتجاهلها لكل الدلائل المؤلمة التي جاءت في مرافعة الفريق القانوني التابع لجنوب إفريقيا، تدعو صراحةً إلى تجاهل العدالة.

جاءت هذه المحكمة لتؤكد المؤكَّد، وتعلن بوضوح أن مبادئ القانون الدولي هي مبادئ صورية تستخدم فقط لإدانة أي فعل لمقاومة الاستعمار، وتصنيف كل من يتحدى أميركا وإسرائيل تحت بند الإرهاب. بات جليًّا أن قرارات المحكمة الدولية لا تكون حازمة وقطعية، إلا إذا كانت تهدف إلى حماية الشعوب الأوروبية ومصالحها.

وعليه، فإن قرارها المنحاز للاستعمار الصهيوني لا يزيدنا إلا إيماناً بأن المقاومة بكافة أشكالها، وتحديدًا المقاومة المسلحة المحصنة بالدماء الطاهرة، هي السبيل الوحيد للحرية.

الموقعات

شريكة ولكن

نحو وعي نسوي

ذا سكس توك عربي

سبيك أب

تقاطعات

 

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد