صحيفة “ليبراسيون” تنشر كاريكاتورًا يستهزئ بالمجاعة في فلسطين

نشرت صحيفة ليبراسيون رسمًا كاريكاتوريًا يسخر من معاناة أهالي قطاع غزة مع المجاعة الناتجة عن الحصار الصهيوني تزامنًا مع بدء شهر رمضان.

حملة انتقادات واسعة للرسم العنصري المهيّن

ظهر في الكاريكاتير الذي رسمته الفرنسية كوكو، عائلة مكونة من أب وأم وطفل صغير، بهيئات هزيلة ونحيلة بين الأنقاض.

كما يظهر الرسم يدًا تخرج من تحت الأنقاض وكأنها تطلب المساعدة، بينما يحاول الأب الركض خلف الجرذان والصراصير لمزاحمتهم على بقايا الجثث التي ظفروا بها.

وعنونت الرسم بـ “بداية شهر الصوم” لتأتي الفكرة المباشرة منه عبر رد فعل الأم التي تضرب يد زوجها مانعة إياه من اصطياد الجرذ بالقول “ليس قبل أذان المغرب”.

وقد اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي الفرنسية والعربية حملة انتقادات واسعة طالت الرسم، الذي وصف بالعنصري والمستهزئ من الإبادة.

فعلّقت النائبة الفرنسية سارة لوغران على منشور الصحيفة في منصة إكس، قائلة “الرسم قذر ببساطة”.

وعند النظر إلى ملكية الصحيفة وإدارتها يبدو سياق هذا الرسم العنصري والمتماهي مع الرواية الإسرائيلية في نزع الإنسانية عن الفلسطينيين، مفهوماً. إذ يملك الصحيفة الملياردير الفرنسي الإسرائيلي باتريك دراهي الذي اشتراها عام 2014 مع رجل الأعمال والمنتج الفرنسي بورنو لودو.

أما رئيس تحرير “ليبراسيون” فهو الفرنسي الإسرائيلي أيضاً دوف ألفون، الذي كان قد خدم سابقاً في وحدة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، كما استلم رئاسة تحرير صحيفة هآرتس الإسرائيلية عام 2008.

رد الرسامة والصحيفة يعرّي الدوافع القذرة أكثر فأكثر

لمحاولة التهرّب من الاستهزاء الوقح بالمجاعة الناتجة عن الحصار، كتبت كوكو على منصة إكس أن الرسم كان بهدف “إظهار يأس الفلسطينيين، وإدانة المجاعة في غزة، كما أنه يسخر من عبثية الدين”.

وتلطّت الرسامة المذكورة خلف نجاتها من الهجوم الذي طال صحيفة شارلي إيبدو، لتزعم أنها تلقّت تهديدات بالقتل على خلفية الرسم الأخير.

أما رئيس تحرير ليبراسيون” دوف ألفون، فصرّح لوكالة فرانس برس: “ندين ونستنكر بشدة هذه الموجة من التهديدات والشتائم والترهيب التي تشمل تهديدات بالقتل نأخذها على محمل الجد”، معلناً نشر بيان “دعم وتضامن” في عدد الأربعاء.

وتظهر هذه التصريحات التعنّت والفوقية البيضاء في التركيز على “رد الفعل” وقلب المأساة عبر تحويل المجرم إلى ضحية.

فالرسامة التي رأت من الاستهزاء بموت آلاف الفلسطينيات/ين بسبب القصف والجوع مادة للتحقير والسخرية، تتلقّى دعمًا ومساندة من عصابة صهيونية تصوّر الكاريكاتور على أنه “فن الإهانة”.

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد