منال أمام قصر العدل ولا عدالة تنصفها

حضرت قضية منال العاصي ضحية العنف الأسري إلى قصر العدل ومعها عشرات القضايا التي أعادت تصرخ طلباً للعدالة ، العدالة المتمثلة بأحكام تنصفُ نساءً قُتلنَ مرةً على يد أزوجهنّ ومراتٍ أخرى بأحكامٍ قضائية غاب عن موادِها إنصافَ الضحايا لمجرّد أنهنّ نساء.

نسرين روحانا ، رولا يعقوب ، كريستال أبو شقرا ، سارا الأمين وغيرهنّ ، كنّ أوائل الحاضرات إلى الوقفة الاحتجاجية التي دعت إليها منظمة كفى أمام قصر العدل في بيروت ، رفضاً للحكم المخفّف على قاتل ‫منال العاصي زوجها محمد النحيلي ، حكمٌ صادر عن القاضية هيلينا إسكندر والتي كانت قد شاركت بصياغة قانون حماية النساء من العنف الأسري ، فاختصرت جريمة قتل منال بخمس سنوات ، والسبب الذي استندت إليه بالاضافة الى إسقاط عائلة منال حقها الشخصي بالإدعاء،  أن الزوج يثور ويغضب بسرعة وطبعا هذا الغضب مشروع عندما يتعلق الأمر بخيانة لم تؤكد  .

فهل الخيانة غير المثبتة أصبحت مبرراً للوحشية والإجرام ؟ وهل الغضب يدوم لساعات طويلة ؟ وإذا كانت الأحكام المخففة نصيب القتلة أين الرادع إذن؟

موقع “شريكة ولكن”حضر إلى التحرك ورصد مواقف الحاضرين/ات والمشاركين/ات وتحدث إلى بعضهم/ن :

الناشط أحمد مجذوب إستنكر مايسمى جرائم الشرف ، وأكد على ضرورة استمرار هذه التحركات لمواجهة القانون الظالم من خلال الضغط الشعبي والمسار القانوني ، مشددا على أن حكم المؤبد هو أقل ما يجب أن يواجهه كل من تسول له نفسه ارتكاب جريمة وتبريرها .

“كفى” لم تكن وحدها في الميدان ، فقد انضم إلى التحرك عدد من الجمعيات النسوية ، منها التجمع النسائي الديمقراطي اللبناني ، حيث شددت مديرة المشاريع منار زعيتر إلى موقعنا  على ضرورة مساندة قضايا النساء ،منتقدة الحكم المخفف الذي لا يحقق العدالة ، والذي يعيد أمجاد المادة 562 التي ألغيت عام 2011 والتي يصطلح على تسميتها جرائم الشرف . الحكم بحسب “زعيتر” يبرر القتل بحجة الشرف في ظل عدم وجود معطيات قانونية تؤكد خيانة الضحية ، والقضاء لا يمكن إعطاء نفسه سلطة تصنيف عمل محق أو غير محق ، لافتة إلى وجوب أن يتقدم القضاء على الصحافة الذكورية التي تحصر النساء في دائرة الشرف وألا يبقى مرتهناً للثقافة الاجتماعية .

 وللموضوعية  تؤكد المحامية منار أن الجمعيات تعمل ما عليها  وهي وحدها لا تستطيع أن تقوم بكل الخطوات وعلى الدولة اللبنانية أن تقوم بدورها  وتعمل على رفض ثقافة العنف.

وحول إسقاط أهل منال لحقهم الشخصي في القضية قالت منار زعيتر لا نستطيع أن نضغط على الأهل أو ندينهم لأنهم جزء من المجتمع ، قد يكونوا قد تعرضوا إلى ضغوط  ، نتيجة إقناعهم من قبل المجتمع بأن ابنتهم مذنبة وفي هذ ه الحالة، يجب مساندة الاهالي ومساعدتهم على التمسك بحقوق بناتهن لتترسخ الثقة بين الفتاة وبين أهلها .

والدة رولا يعقوب  التي حضرت لمؤازرة حق منال عاصي  أكدت من جهتها أنها لن تسقط حق ابنتها مهما حدث وأنها ستساند كل النساء اللواتي واجهن مصير ابنتها .

لين هاشم الناشطة النسوية أعربت عن رفضها للحكم المخفف الذي اعتبرته إنعكاسا للدولة ونظامها القضائي ، اللذين يريان في المرأة كائناً ناقصاً ومواطنة درجة عاشرة ، فأثبتوا القدرة على قلب القوانين  بعد نضال أكثر من عشر سنوات وإقرار قانون حماية النساء من العنف الأسري وإزالة مادة ما يسمى بالشرف  من القانون أثبتوا قدرتهم على إعادة القانون وتشويهه وتزييفه واستعماله في التبرير للقاتل وتخفيف الحكم عنه.

“قضاء ذكوري بإمتياز وجزء من نظام ذكوري بامتياز يقتل النساء ويمشي في جنازاتهن”،  وتتابع لين لموقعنا تعليقا على أن الحكم المخفف الصادر عن القاضية التي صاغت قانون حماية النساء إن هذا الحكم يثبت أن النساء أيضا يستطعن أن يكن ذكوريات فمن خلال الحكم المخفف الذي أصدرته على قاتل منال عاصي قلبت القانون وشوهته واستخدمته ضد النساء، وهذاما يسمى بالذكورية البحته حتى لو صدر عن امرأة ، فالنظام هو المشكلة وليس القضاة.وجرائم النساء حق عام لا خاص بالأهل فقط .

الخطوة المقبلة في قضية منال أطلعتنا عليها منسقة التواصل في منظمة كفى مايا عمّار فلفتت إلى توجه كفى للنيابة العامة الاستئنافية في بيروت  ومدعي عام التمييز اللذين يملكان صلاحية تمييز الحكم المخفف الصادر عن محكمة جنايات بيروت والمؤلفة من ثلاثة قضاة والذين أخذوا القرار بالإجماع. مايا أكدت أن المسألة ليست سهلة لأن القضاة يهربون عادة من إحراج بعضهم.

و”كفى” في تمييز القرارت تستند إلى ثغرات قانونية منها أن الغضب لا يمتد لسبع ساعات تعذيب وقتل ، حيث أشارت مايا إلى تفهم “كفى” إسقاط أهل الضحية منال  حقهم  الشخصي وهو أمر يجب أن يتفهمه القضاء كونه نتيجة لضغوط مجتمعية .

 خطوة  قد تكون بداية لخطوات أخرى تنصف من مرّ النسيان على حقهن وقد تكون لفتة عابرة لقضاء لم يعتبر لحقوق ضاعت في مواد  قانون ذكوري يبرر خيانة الذكر ويجرّم خيانة امرأة على قاعدة ما في دخان من دون نار ، فإما أن ينقشع الغبار وإما أن تأكل النار من لعب بها .

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد