مريم النوغي، البطلة المغربية التي لم تُتوج

تُركت المغربية مريم النوغي التي كانت الأقرب إلى لقب البطولة لتواجه ضُعف بصرها لوحدها في الألعاب البارلمبية، التي اختتمت قبل أيام في طوكيو.

فأثارت صورة مريم وهي تجري في ماراتون فئة T12 سيدات وحيدةً، ضجةً وغضباً على مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب. إذ ظهرت إلى جانبها في الصورة المشاركة البرازيلية وهي تجري مع مرافقها الخاص. واعتبر رواد هذه المواقع أن الموقف الذي وضعت فيه مريم تحت أنظار العالم كان مخزياً.

بينما أكدت رئيسة النادي الرياضي للودادية المغربية للمعاقين سميرة بختي، في اتصال هاتفي مع “موقع شريكة ولكن”  أن “اللوم في هذه الواقعة يُلقى على وزارة الشباب والرياضة والجامعة الملكية المغربية لرياضة الأشخاص في وضعية إعاقة، لأنهم لم يقوموا بمواكبة مريم كما يُفترض”. كما تساءلت الكاتبة العامة للمنتدى المغربي لمناصرة حقوق النساء ذوات الإعاقة: “هل لأنها ضعيفة البصر أولاً وامرأة ثانياً تُترك لتخوض غمار الماراتون بمفردها؟”.

من هي مريم النوغي؟

تنحدر مريم من مدينة فاس الواقعة شمال شرق المغرب. وسبق أن فازت بالميدالية الفضية عن فئة الجري ببطولة العالم لألعاب القوى لذوي الاحتياجات الخاصة في فرنسا عام 2013.

وحصلت على الميدالية البرونزية في البطولة نفسها عام 2019. واستمرت حينها بالجري طوال المسابقة من دون مساعدة، متحديةً صعوبة الاستمرار أملاً في الفوز. .

وعن هذه الصعوبات، قالت بختي إن “النظرة الدونية لأيّ امرأة في وضعية إعاقة لا تزال قائمة في بلدنا”.

وأضافت أنه “يُنظر إليها على أنها غير مؤهلة لتحقيق أي شيء، فما بالك بأن تكون رياضية؟”.

لمحة عن وضعية المرأة الرياضية المعاقة في المغرب

على الرغم من الظروف التي تعيشها الرياضيات المغربيات اللواتي يعانين من الإعاقة  استطعن الفوز بثلاث ميداليات في الألعاب الأولمبية الموازية البارالمبية الأخيرة.

الميدالية الأولى هي التي أهدتها البطلة سعيدة عمودي للمغرب بعد إحرازها برونزية دفع الجلة سيدات F34″” برمية بلغت  8.21 أمتار. وبرزت أيضاً  البطلة يسرى كريم التي حصلت على  الميدالية الفضية في مسابقة رمي القرص فئة قصار القامة “F41″. كما عادت البطلة حياة الكرعة بالميدالية البرونزية بعد احتلالها المركز الثالث في  المسابقة نفسها.

تعاني المرأة المعاقة في المغرب من تمييز كبير وتواجه ظلماً ليس من المجتمع فقط بل من عائلتها أيضاً.

كما يمارس عليها العنف اللفظي ولا يُعترف بمجهوداتها. وفي حالة الرياضيات فإن أي إنجاز تحققه الرياضية المعاقة، يُرجع فضله للأشخاص المحيطين بها من مدربين ومؤطرين.

ويغيب عن كثيرين أنها  لم تحقق هذا  الإنجاز بسبب  التزامها بالنصائح والتمرينات رغم صعوبتها فقط. بل هي تبذل مجهوداً قد يكون مضاعفاً لإثبات نفسها وأحقيتها في الفوز.

كما أن الاستفادة من حصص التدريب في القاعات الرياضية العمومية لا يأتي إلا بعد أن تُعطى الأسبقية للأشخاص السليمين. وفي آخر الجدول يقع دور هذه الفئة في ممارسة تمريناتهن.

وبعد الهجوم الذي تعرضت له جامعة الملكية المغربية لرياضة الأشخاص في وضعية إعاقة بسبب ما حدث مع مريم، أصدرت بياناً  أكدت فيه أن “القانون يفرض تواجد المرافقين بصحبة الأشخاص المكفوفين، بينما يبقى تواجدهم برفقة ضعاف البصر اختيارياً من طرف العداء أو العداءة”.

أما مريم التي لم يُوفر لها الدعم اللازم لتكون السباقة إلى خط النهاية، فاعتذرت للمغربيين  بصورة لها وهي جالسة على كرسي متحرك على انستغرام.

وقالت: “سامحوني لأنني لم أوفق في إهداء المغرب وإهدائكم ميدالية، قاتلت لكن الله هو الغالب”. وحين سئلت  في مقابلة صحفية عن  مسألة المرافق الشخصي، أجابت مريم أنها “أُخبرت من طرف الجامعة الملكية المغربية لرياضة الأشخاص في وضعية إعاقة أن المرافق سيكون معها  أثناء التدريبات والاستعدادات فقط. وليس لها  أن تختار مرافقها إلى طوكيو، فوافقت وقالت : اللهم نصف ضرر ولا ضرر كامل”.

 

 

 

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد