الدليل النسوي.. كيف نعتني بصحتنا النفسية بعد قراءة أخبار العنف؟

في ظل تواتر أحداث العنف في البلدان الناطقة بالعربية، نذكّركن/م وأنفسنا بضرورة العناية بصحتنا النفسيّة.

في هذا السياق، تساهم متابعة أخبار العنف في تحفيز مشاعر الخوف والتهديد. وذلك لأن أغلبنا لسن/ليسوا في مأمن عنه، لغياب آليات العدالة والمحاسبة القانونية والمجتمعية.

فالعنف كما يطول اللاتي/الذين يتعرّضن/ون إليه، يخلق أجواءً من الرعب في نفوس الأخريات/الآخرين.

وبذلك، يكون العنف آلة سحق جماعية، سواء بالاستهداف المباشر للضحيات/ الضحايا أو بث الخوف في صفوف الداعمات/ين.

نتذكّر معكن/م أننا ندفع أثمانًا باهظة للعنف من حيواتنا، ومن سلامتنا النفسية والجسدية.

وأنه لا يجب على أيّ منّا اختبار العنف بشكلٍ مباشر أو غير مباشر.

نقف اليوم ضد الحرب، وضد قتل النساء والفتيات، وضد استهداف المهمّشات/ين.

كما نتعاون ضد استهلاك أخبار العنف لصحتنا النفسية أو منعنا عن مساندة غيرنا.

خطوات للعناية بالصحة النفسية في ظل تواتر أخبار العنف

يدًا بيدٍ، نعتني بأنفسنا من أجل نجاةٍ جماعية.

تحيّة تضامنية منّا إليكن/م، وإلى كل اللواتي/الذين فُرضَ عليهن/م العنف، ونتمنى للجميع ولأنفسنا النجاة، والأمان، والسلام.

ونستعرض لكن/م بعض الخطوات التي يُمكن اتباعها في مثل هذه الأجواء الصعبة:

الارتكاز

الارتكاز أو الـ(Grounding) هو أن نعيش في اللحظة الحالية، ونركّز على محيطنا الصغير.

ويُعد مفهوم الارتكاز من المفاهيم الأساسية في مجال الصحة النفسية. حيث أن أوقات شعورنا بالخطر والقلق، يعمل عقلنا اللاوعي على حمايتنا من هذه الأخطار. ولكي يحمينا، يكون في حالة تأهب واستعداد دائمين. لكن هذا التأهب والاستعداد لمواجهة الخطر، يستنفذ طاقتنا النفسية والحيوية التي نحتاجها وقت الخطر الفعلي من أجل النجاة منه.

يساعدنا الارتكاز على موازنة الشعور بالخطر داخل عقولنا، وبطريقة لا تنفي أننا معرضات/ون للخطر بالفعل. لكن ربما لا يكون هذا الخطر بالحجم الذي يصوره لنا عقلنا في هذه اللحظة. لذلك، نحاول الارتكاز على الواقع والتركيز على أننا في مأمن “الآن” من الخطر. ويساهم ذلك في حفظ طاقتنا النفسية والجسدية أثناء مواجهة أخطار تستهدفنا شخصيًا.

لنقوم بالارتكاز.. هناك بضع أسئلة: أين أنا؟ ماذا أشعر الآن؟ لماذا أشعر به؟ هل هذا الخطر مباشر وعليّ التصرّف الآن وحماية نفسي؟ كيف أحمي نفسي؟ مَن يمكنني اللجوء إليهن/م لمساعدتي في حماية نفسي؟

دوائر الدعم الصغرى

لدوائر الدعم الصغرى أهمية بالغة أثناء شعورنا بالقلق والخوف. إذ تتكون من أشخاص ذوات/ذوي ثقة، يُمكننا اللجوء إليهن/م والاعتماد عليهن/م أثناء تهدئة أنفسنا والعمل على الارتكاز. قد يكون هؤلاء الأشخاص من العائلة، أو الصديقات/الأصدقاء، أو متخصصات/متخصصي تقديم خدمات الصحة النفسية.

وفي هذا الصدد، ننوه أنه يجب طلب موافقة صريحة من كل شخص داخل دوائر الدعم الصغرى على التواصل معهن/م عند الحاجة. يساهم ذلك في رفع الشعور بالعبء عنهن/م والتأكد من أنهن/م مرحبات/ين بطلبنا للمساعدة، وقادرات/ين على تقديمها لنا.

شبكات الدعم الكبرى

يعتبر الوصول دوائر الدعم الكبرى، إحدى أهم الوسائل في أوقات الشعور بالخوف. حيث يُمكننا التواصل مع الأشخاص/المؤسسات في هذه الدوائر من أجل طلب المساعدة في حالات الخطر.

قد تتكون دوائر الدعم الكبرى من: منظمات حقوقية ونسوية، مجموعات تدعم ضحايا/ناجيات العنف، جهات تقدم دعم في حالات الطوارئ. ويجب أن تكون هذه المجموعات والمؤسسات قد أعلنت استعدادها لتقديم المساعدة، مثل وجود خط ساخن لاستقبال الشكاوى. أو لدى هذه المجموعات والمؤسسات برامج مخصصة لدعم أفراد خارجها.

كما يمكن أن تكون مؤسسات تابعة للدولة ولها دور إيجابي، أي أنها لا تقوم بتسليم الضحايا والناجيات/ين إلى المعتدي/ن.

بإمكانكن/م الاطلاع على بعض هذه الجهات من خلال الضغط على هذا الرابط.

قائمة طوارئ

يساعدنا إعداد قائمة الطوارئ على الشعور بالأمان. ويجب أن نقوم بإعداد هذه القائمة ونحن في حالة ذهنية ونفسية تسمح لنا بالتركيز على كتابتها.

قد تكون قائمة الطوارئ مجموعة من الخطوات التي نكتبها لأنفسنا في حالات القلق، حتى تساعدنا على تحقيق الارتكاز. في هذه الحالة، قد تحتوي على خطوات أو أنشطة لو اتبعناها، سنشعر بحالةٍ أفضل.

وقد تحتوي قائمة الطوارئ على أرقام وجهات اتصال دوائر الدعم الكبرى. ويفضل أن يتم مشاركتها مع دوائر الدعم الصغرى، حتى يعرف الأشخاص في هذه الدوائر كيف يتصرفن/ون لو أننا في حالة خطر تستدعي تدخلهن/م السريع والطارئ.

قائمة الطوارئ أيضًا قد تحتوي على أشياء أخرى، وفقًا لكل شخص وتقييمها/تقييمه لنوع الخطر المحيط بها/به. مثلًا في حالات المتعرضات/ون للعنف الأسري، قد تشمل قائمة الطوارئ شنطة ملابس ووثائق ثبوتية وهاتف نقّال، ومبلغ مالي.

طلب المساعدة

رغم كل هذه الخطوات، لابد أن نكون منفتحات/ين على طلب المساعدة.

هذه الخطوات هامة وضرورية، ويجب ألا يترافق طلب المساعدة في أذهاننا بالخزي أو الخوف من وضع عبء على أخريات/آخرين. خصوصًا أننا قد حصلنا على موافقة مسبقة بطلب المساعدة منهن/م وقت الضرورة.

 

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد