سريت أحمد شقور.. ضحية جديدة للعنف الأسري ورهاب المثلية الجنسية في فلسطين

وسط غيابٍ تام لآليات الحماية من العنف داخل أراضي الـ48، قتلت الشابة الفلسطينية سريت أحمد شقور (19 عام)، على خلفية ميولها الجنسي.

إذ تعرّضت سريت إلى إطلاق نار أثناء قيادة سيارتها، عند مدخل قريبة يركا في الجليل، في 9 حزيران/يونيو الجاري.

وكانت الشابة الضحية لا تزال قاصرة حين تقدمت بشكوى عنف أسري ضد شقيقيها في عام 2020. وذلك بعد تهديداتٍ تلقّتها منهما لأنها مثلية الجنس.

تمت حينها إدانة الشقيقين واعتقالهما لمدة 3 و4 أشهر. في حين انتقلت سريت من منزلها بقرية كسرى سميع إلى ملجأ لحماية المعنّفات، حيث استمرت تهديدات العنف من شقيقيها.

قررت سريت لاحقًا الانتقال إلى منزل شقيقتها بقرية ساجور بالجليل. إلا أنه تم استهدافها بطلقٍ ناري، ولفظت أنفاسها الأخيرة أثناء محاولات انقاذها، في حين لم يتم القبض على الشقيقين أو توجيه اتهامات إليهما بعد.

أين الردع والحماية من العنف الأسري؟

تعد قضية سريت أحمد شقور تذكِرة مؤلمة لغياب آليات الحماية من العنف في الداخل الفلسطيني المحتل.

إذ تتقاعس شرطة الاحتلال عن سن عقوبات رادعة بحق المعنّفين والمعتدين. ما يؤدي إلى تكرار وقائع التعنيف فور عودة الضحايا إلى حيواتهن/م بعد الإبلاغ الرسمي، تحت ذريعة الانتقام منهن/م.

وتعُد النساء والأطفال/ الطفلات أكثر المتعرّضات/ين إلى العنف المنزلي تحت إشراف جيش الاحتلال ونظامه القضائي المتقاعس عن حماية الفلسطينيات/ين المعرضات/ين لهذا النوع من العنف.

وبحسب مصادر صحفية محلية، فإن سريت أحمد شقور هي الضحية رقم 7 من النساء اللواتي قتلن في وقائع عنف قائم على النوع الاجتماعي في أراضي الـ48.

القتل على أساس الميل الجنسي

يتعرض أفراد المجتمع الكويري في فلسطين إلى عنفٍ مضاعفٍ بسبب الميل الجنسي، أو التعبير عن الهوية الاجتماعية بشكلٍ لا يتوافق مع المعايير الغيرية النمطية.

حيث يقع المجتمع الكويري في فلسطين المحتلة بين مطرقة جيش الاحتلال وسندان المجموعات الأصولية المحافظة في فلسطين. ويؤثر ذلك سلبًا على وجود آليات حماية للمجتمع الكويري الذي يشق طريقه رغم هذه الصعاب والآلام نحو الاعتراف والوجود بأمان.

وبحسب الأخبار المتداولة عن مقتل الشابة سريت أحمد شقور، فهناك ترجيحات أن يكون دافع الجريمة هو رهاب المثلية الجنسية وكراهية مجتمع وأفراد الميم-عين المنتشرة في البلدان الناطقة بالعربية، ومنها فلسطين. خاصةً بعد مقتل الشاب أحمد أبو مرخيّه الذي تم اختطافه وقتله في قطاع غزة في تشرين الأول/أكتوبر 2022.

 

 

 

 

 

 

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد