المذبحة مستمرة في السودان.. 9 آلاف ضحية وملايين المهجَّرات/ين

بعد 6 أشهر على اندلاع النزاع المسلَّح الضاري، ما زال السودان يعيش “أسوأ كوابيسه الإنسانية في التاريخ الحديث”. وذلك بحسب ما ذكرت تقاريرٌ أممية جديدة.

وتشهد المأساة الإنسانية في السودان تصاعدًا خطيرًا وبلا هوادة. إذ تحدّث تقريرٌ للأمم المتحدة عن مقتل أكثر من 9 آلاف سودانيّ/ة، وتهجير 5.6 مليون آخريات/ين. بالإضافة إلى عشرات آلاف المفقوديات/ين والمعتقلات/ين والمشرّدات/ين والمصابات/ين.

يأتي ذلك وسط فشل الأمم المتحدة في وضع حدٍّ للأزمة الإنسانية، وتخلّي المجتمع الدوليّ عن السودانيات/ين اللواتي/الذين قد يعاني نصفهنَّ/م من انعدام الأمن الغذائي قريبًا.

ومنذ نيسان/أبريل الماضي، يرزح السودان تحت وطأة حرب طاحنة بين الجيش وقوات الدعم السريع، والتي تتوسّع رقعة معاركها يوميًا، سيّما وأن الفصيلين العسكريين يتنازعان باستماتة من أجل السلطة.

في تقريرٍ آخر، تطرّقت منظمتا الصحة العالمية واليونيسف إلى الخطر المحدِق بحياة الطفلات والأطفال السودانيات/ين.

وأكد أن أكثر من 10 آلاف طفل/ة -دون سن الخامسة- معرَّضات/ون للموت بحلول نهاية العام الجاري. وذلك نتيجة حاجتهنَّ/م إلى العلاج الملحّ والمنقذ للحياة، وسط تعطّل 70% من أنظمة الرعاية الصحيّة في البلاد. ناهيك عن معاناتهنَّ/م من سوء التغذية الحاد، والمضاعفات الطبية الناجمة عن ذلك.

اليوم في السودان، يحتاج ما يزيد عن 7 ملايين شخصًا إلى المساعدات الأساسية للبقاء على قيد الحياة، بينما يؤدي كلّ من شحّ التمويل والوضع الأمني الكارثيّ إلى عرقلة وصولها إلى 25 مليون شخص.

هذا ولم نتطرّق إلى الانتهاكات الجنسية الممنهجة وجرائم الحرب من اغتصابٍ واستعبادٍ يرتكبها عناصر المقتتلين ضد السودانيات، والتي كشفها تقرير أممي سابق.

لا يسعنا إلا التعبير عن الشجب والغضب الشديدين لما يشهده الحال في السودان من تجاهل وتعتيم عالميّ. فقط لأن الضحايا من الفئات المهمشة التي “لا تتناسب” مع سلَّم التضامن العالميّ الطبقيّ.

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد