شبح المجاعة يهدد ملايين الأشخاص في السودان

أصدر برنامج الأغذية التابع للأمم المتحدة تقريرًا جديدًا ينذر بمجاعة حقيقية تجتاح السودان بفعل الحرب.

أشار التقرير إلى أن نسبة من يستطيعن/ون تأمين وجبة غذاء كاملة يوميًّا لا تتجاوز 5% من السكان. بينما يعيش 18 مليونًا و700 ألف شخص في حالةٍ من انعدام الأمن الغذائي الحاد منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023 إلى شباط/ فبراير  2024.

وسبق أن رصدت تقارير أممية أن أكثر من نصف السودانيات/ين -البالغ عددهن/م أكثر من 48 مليون نسمة- بتن/باتوا يحتجن/ يحتاجون إلى المساعدة، بمن فيهن/م 18 مليون شخص يواجهن/ون انعدام الأمن الغذائي الحاد.

وأشارت إلى أن قرابة 5 ملايين سوداني/ة على شفا كارثة بسبب نقص الغذاء، وهو ثاني أسوأ تصنيف يعتمده برنامج الأغذية العالمي لحالات الطوارئ بعد تصنيف المجاعة.

المجاعة خطر يهدد الطفولة في السودان

يعاني حوالي 3.8 مليون طفل/ة سوداني دون سن الخامسة من سوء التغذية. ويموت طفل/ة كل دقيقتين بسبب الجوع، معظمهن/م محاصرون في مناطق القتال الدائر بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني.

يرصد التقرير الصادر عن برنامج الأغذية تزايدًا في سوء التغذية بين الأطفال/الطفلات الذين/اللواتي يعيشون في مخيمات لجوء مؤقتة، خصوصًا في المناطق الحدودية مع تشاد وجنوب السودان.

وتشير المؤشرات التي لاحظها برنامج الأغذية العالمي إلى أن “ما يقارب من 4 % من الأطفال/الطفلات دون سن الخامسة الذين يعبرون الحدود إلى جنوب السودان يعانون من سوء التغذية عند وصولهن/م”. والملاحظ حسب التقرير أن “تزايد نسب سوء التغذية يرتفع إلى 25 % بين الأطفال/الطفلات في مركز العبور في الرنك بالقرب من الحدود بين السودان وجنوب السودان. أي أنه كلما طالت مدة بقائهن/م في المخيمات زادت نسبة تعرضهن/م لخطر المجاعة”.

السودان وأكبر نسبة نزوح في العالم

وفقًا لمكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (أوتشا) فإن عدد “النازحين/ات من منازلهم/ن داخل وخارج السودان تجاوز 8 ملايين شخص منذ اندلاع الحرب بين الجيش والدعم السريع منتصف أبريل/نيسان 2023”.

وتخلف أزمة النزوح هذه أوضاعًا كارثية في المناطق التي تعرف انعدام الأمن والحاجيات الضرورية مثل الغذاء والماء والصحة، حيث تحاصر العديد من المناطق من طرفي النزاع ويمنع وصول المساعدات إليها.

وفي تصريحٍ لمدير الإقليمي لبرنامج الأغذية العالمي لشرق إفريقيا، قال مايكل دانفورد إن “تأثير هذا الصراع يمتد إلى ثلاثة بلدان – السودان وجنوب السودان وتشاد – وقد خلق أكبر أزمة نزوح في العالم”.

وبعد مرور عام تقريبًا على الحرب، “لا نرى أي علامات على أن عدد الأسر الهاربة عبر الحدود سوف يتباطأ”، بحسب تعبيره. ولفت إلى “فرار حوالي نصف مليون من بلدة الرنك الحدودية بجنوب السودان”. كما أشار إلى أن “الأطفال/ الطفلات والنساء الذين يعبرون إلى جنوب السودان أو تشاد يعانون من الجوع ويصلون بلا موارد”.

وتبين أن “حوالي 40 % من الأطفال/ الطفلات اللاجئين/ات الذين/ اللواتي تم جلبهم/ن إلى عيادة الطوارئ في أحد مخيمات الاستقبال يعانون من سوء التغذية الحاد”.

وبيّن التقرير أن “معدل سوء التغذية في العديد من مخيمات اللاجئين/ات السودانيين/ات في تشاد – بما في ذلك المخيمات التي ترجع إلى ما قبل الحرب الحالية – أعلى بكثير من عتبة الطوارئ التي حددتها منظمة الصحة العالمية والتي تبلغ 15%”.

وكان على برنامج الأغذية العالمي أن يعطي الأولوية للموارد الشحيحة للوافدين/ات الجدد، الذين/اللواتي يعبر الكثير منهن/م الحدود دون موارد.

وهذا يعني أن اللاجئين/ات الموجودين/ات من قبل لم يعودوا/يعدن يتلقون/ين المساعدة، لكنهن/م ليسوا بالضرورة في وضع أفضل من أولئك الذين يصلون اليوم.

يكشف التقرير عن اقتراب كارثة الجوع المدمرة مع ارتفاع الاحتياجات الغذائية وسوء والتغذية في جميع أنحاء السودان وجنوب السودان وتشاد، مع شح واضح في المساعدات الإنسانية ومواصلة قوات الدعم السريع والجيش السوداني للحرب المدمرة التي أسفرت عن مقتل ما يقارب من 13 ألف شخص.

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد