خلال “العرس” الانتخابي.. سجن اللاجئين/ات والنازحين/ات في منازلهم/ن

يبدو أن “الإنجاز الانتخابي الديمقراطي” الذي تغنّت به قوى السلطة في لبنان أمس 15 أيار/مايو 2022 لم يكن ‏ليتحقق من دون معاقبة مئات آلاف اللاجئين واللاجئات والنازحين والنازحات الفلسطينيات/ين والسوريات/ين.

‏فعشية الانتخابات النيابية عمّم الجيش اللبناني على مداخل مخيمات اللجوء الفلسطيني قراراً يمنع ‏بموجبه “خروج ودخول اللاجئين/ الفلسطينيين/ات والنازحين/ات السوريين/ات من وإلى المخيم اعتباراً من ‏14 أيار/مايو الساعة 18:00 ولغاية 16 أيار/مايو الساعة 8:00 صباحاً إلا ‏للحالات الطارئة”.

ولم يقف الأمر عند “سجن” من يعيشون/ن في مخيمات اللجوء والنزوح، بل قامت العديد من ‏المحافظات والبلديات اللبنانية، وفي نفس السياق، بإصدار تعاميم شبيهة تحت حجج أمنية واهية، ‏تتعلّق بالسلامة العامة و”الحفاظ على سلامة النازحين/ات”.
وعمّم محافظ النبطية بالتكليف حسن فقيه على كل بلديات ‏المحافظة لإبلاغ “النازحين/ات السوريين/ات بعدم الخروج من منازلهن/م” وفق التوقيت نفسه ‏الذي عممه الجيش اللبناني.

كما قامت بلديات أخرى في مناطق متفرقة بالأمر عينه. ف‏أصدرت‎ ‎بلدية مجدل عنجر في البقاع قراراً بـ”حظر التجوّل لإخواننا السوريّين/ات، ابتداءً من السبت ‏ الساعة الثامنة مساءً لغاية الاثنين الساعة الثامنة صباحاً، حفاظاً على سلامتهن/م الشخصية ‏خلال عملية الانتخابات النيابية‎”، وفق ما جاء في البيان العنصري‎.
وحظرت بلدية بعلبك على النازحين/ات السوريين والسوريات ‏‏”التجوّل قرب مراكز الاقتراع في مدينة بعلبك طيلة يوم الانتخاب”. وعلى نفس المنوال، صدرت ‏قرارات شبيهة في بلدات أخرى مثل البيسارية في الجنوب، وبلدتي غزّة والمرج في البقاع والمرج وغيرها من البلدات.
هذه القرارات، التي تظهر الطبيعة العنصرية والقمعية لمؤسسات السلطة ‏اللبنانية، ليست الأولى من نوعها.

فلم يعد مستغرباً أن لا يَصدر عن أحزاب السلطة اللبنانية المتحكمة بالأمر الواقع ‏أيّ مواقف إدانة أو رفض لقرارات كهذه، تناقض كلياً مواثيق حقوق الإنسان الخاصة باللاجئين/ات ‏والنازحين/ات التي وقّع عليها لبنان.

وتناقض الحقوق الأساسية التي يجب أن يتمتع بها أي ‏انسان يعيش في لبنان سواء كان مواطناً/ة أو وافداً/ة، وعلى رأسها حق التنقّل. ‏

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد