لبنان.. بيان استنكاري ضد تصاعد سياسات المنع في الأعمال الإبداعية

وقّعت مجموعة من المؤسسات والشخصيات الحقوقية والإعلامية والفنية، بيانًا، استنكرت فيه “تصاعد سياسات التدخّل والمنع الممنهجة في الأعمال الفنيّة والسينمائيّة والإبداعيّة” في لبنان.

وذلك على خلفية محاولات وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال، محمد المرتضى، منع عرض فيلم “باربي” في صالات السينما اللبنانية، على مدار الأسابيع الماضية.

وجاء في البيان: “فيما تتعرّض حيوات اللبنانيات/ين للخطر بسبب السلاح، والتفلّت من العقاب، وتتعرّض معيشتهن/م لانخفاض مريع بسبب النهب والسرقة، فإنّ عقولهن/م تتعرّض، هي الأخرى، لهجمة لا تقلّ خطرًا وفتكًا”.

تمسّكٌ مطلق بالحريات!

انتقد البيان الذي نشره موقع “جريدة النهار” اللبنانية الوزير اللبناني، أمس الأحد 13 آب/أغسطس الجاري.

واعتبر أن المرتضى “أصبح ذاك الرقيب الأعلى الذي يدفع الحياة الثقافيّة في البلاد إلى الانحطاط. ويحرّض على ظاهرات لا يفهم منها سوى أنّها تناقض وعيه المتعصّب وأيديولوجيته الرجعيّة”.

وتوجّهت الموقّعات/ين للوزير بالقول: “تقف كثيرات/ون، دينيّات/ون وزمنيّات/ون، يتولّين/ون رعاية انحطاطنا والتدخّل في حرّيّات المواطنات/ين. ما فيها حريّاتهن/م الأكثر حميميّة التي تتّصل بأجسادهن/م وبتوجّهاتهن/م وخياراتهن/م الجندرية والجنسيّة”.

وبحسب البيان، فإن هذه الأفعال “تنتظم في نهج واحد، يهاجم من مواقع شتّى، ويتحدّث بألسنة كثيرة، ولو أنّ الهدف يبقى واحدًا. وهو سلب حرّيّات أعطيت في الماضي، لتمنح الحق بالتجرّؤ على المسلّمات والمحرّمات. فضلًا عن إخضاع المواطنات/ين والمقيمات/ين في لبنان، لسلطات بعضها مسلّح بالبنادق، وبعضها مسلّح بالمعتقدات القاتلة”.

وأضاف: “نحن الموقّعات/ين أدناه، من عاملات وعاملين في ميادين الكتابة والصحافة والسينما والفنون والآداب والتعليم، نعلن تمسّكنا بحريّاتنا، وبالحريّات عمومًا. بالدرجة نفسها التي ندين فيها هذه المكارثيّة الجهولة التي تنقضّ علينا”.

كذلك تابع: “نحن من حريّاتنا ننطلق، فنحاول ونختبر ونتعلّم. وعلى هذا النحو نريد أن نكون، فلا ينتهي بنا الأمر مبرمَجيات/ين. مثل وزير الثقافة الذي تبرمجه أفكارٌ قدّت من خشب يابس”.

وختم البيان: “إنّ ثقافة الوزير -المناهضة للثقافة- ينبغي أن تسقط وأن يسقط معها من يرمزون/ن إليها ومن يقفون/ن وراءها. هذا إذا شئنا أن نكون حرّات وأحرارًا في بلد حرّ”.

وكان الوزير نفسه، نشر تغريدة على موقع “أكس” (تويتر سابقًا)، دافع فيها عن المادتين 9 و10 من الدستور اللبناني، بذريعة ما “احترام التعاليم الدينية”.

وذلك ردًّا على اقتراح قانون قدمه عددٌ من النائبات والنواب التغييرات والتغييرين.

ويطالب المقترح بإلغاء المادة 534 من قانون العقوبات اللبناني. والتي تنصّ على أن “كل مجامعة على خلاف الطبيعة يعاقب عليها بالحبس سنة واحدة”. وهي المادة التي يستند عليها بعض القضاة لتجريم الكويريات/ين.

ردود أفعال واسعة على التغريدة!

أثار تعليق محمد المرتضى ردة فعل غاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي. فعلّقت ناشطات/ين وصحافيات/ين على الأمر. من بينهم/ن الشاعر والناشط الكويري هاشم هاشم.

بالإضافة إلى الصحافيات مريم سيف وديانا مقلد وأماني حجا. والكثيرات/ين غيرهن.

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد