مناضلات صحراويات يتعرضن للعنف أثناء مظاهرة بالعيون المحتلة

تعرضت الناشطات والصحافيات الصحراويات للتعنيف والسحل في شوارع العيون المحتلة في الصحراء الغربية. بعد أن خرجن للتظاهر رفقة شعبهن، استكملت قوات الاحتلال المغربية انتهاكاتها بحق الشعب الصحراوي، لاسيما النساء.

حصار وضرب وسحل ضد المناضلات الصحراويات

كان مُخططًا للتظاهر أن يكون بالتزامن مع زيارة المبعوث الأممي المكلّف بملف الصحراء الغربية لدى الأمم المتحدة “ستيفان دي مستورا” للعيون المحتلة. وقد شهدت العيون المحتلة حصارًا خانقًا ومحاصرة لبيوت المناضلات/ين لمنع أي تحركٍ أو تظاهر. 

لكن الجماهير الصحراوية نجحت في كسر الحصار وخرجت. وسرعان ما قوبل ذلك بموجة عنفٍ كبيرة ومطارداتٍ في الشوارع أدّت لتعنيف المتظاهرات/ين واعتقال أعداد منهن/م.

أثناء الهجوم، تعرضت الصحافية الصالحة بوتنگيزة، والمعتقلة السياسية السابقة محفوظة لفقير، وليلى الليلي إلى جانب عشرات الصحافيات والمناضلات، للضرب العنيف. كما تم سحل بعضهن، ما أدى إلى نقلهن إلى المستشفى، لتلقي الرعاية الطبية اللازمة.

جدير بالذكر أن قوات الاحتلال المغربية قد تضمنت هذه المرة وجود عناصر نسائية بالزي المدني والزي العسكري. قام هؤلاء بضرب المتظاهرات وجرّهن في الشوارع واعتقال بعض المتظاهرين.

جرائم حرب ضد النساء الصحراويات

يرتبط استخدام النساء في قمع المناضلات هذه المرة، بفضح ممارسات الاحتلال في الاعتداء الجنسي على المناضلات الصحراويات. آخرهن قضية سلطانة خيا، التي فضحت استخدام الاعتداء الجنسي كسلاح حربٍ من الاحتلال المغربي. 

جنح الاحتلال، بعد موجة التضامن الكبيرة التي حظيت بها قضية سلطانة خيا، إلى التمويه عن هذا الانتهاك باستخدام عناصر نسائية في قوات القمع. وذلك في محاولةٍ لتقديم صورة أن ما يحدث هو مجرد شغبٍ. رغم ذلك ما يزال الاحتلال المغربي يراهن على استخدام الاعتداء الجنسي ضد المناضلات الصحراويات، في محاولةٍ منه لكسرهن، لكنه يفشل. 

يعد هذا العنف استكمالًا لجرائم الحرب التي يقوم بها المغرب ضد الشعب الصحراوي. حيث قام باغتيال قيادات ثورية ضمن المقاومة الصحراوية نهاية الأسبوع الماضي، باستخدام السلاح الصهيوني.

تاريخ موجز لنضال الشعب الصحراوي ضد الاحتلال

الصحراء الغربية هي منطقة تقع في شمال غرب إفريقيا، وتطل على المحيط الأطلسي وذات ثروات معدنية وباطنية وبحرية هائلة. وهي أيضًا مستعمرة إسبانية سابقة منذ 1884 إلى 1975. وفي محاولة للانتقام من الثورة الصحراوية، عمدت إسبانيا تمرير أرضها للجارة المغرب. وقد احتلتها القوات المغربية وفق اتفاقية إسبانية-فرنسية وبغزو عسكري واستيطاني منذ 1975. 

وقام الشعب الصحراوي باستكمال ثورته ضد الاستعمار والغزو، وكانت النساء صانعات للثورة ومكملات لها. حيث كنّ في الصفوف الأمامية للكفاح المسلّح ونجاة الشعب في اللجوء. وكنّ كذلك قائدات للمقاومة ومحافظات عليها، رغم العنف والاعتداء الجنسي والاغتيالات والاعتقال في المناطق المحتلة من الصحراء الغربية.

كيف ندعم المناضلات الصحراويات اليوم؟

تحتاج النساء الصحراويات اليوم إلى مزيدٍ من التضامن النسوي. ليس لانقاذهن، فكل النساء المقاومات قادرات على صنع نصرهن الخاص. لكن لكي لا ينقل التاريخ أن الحركات النسوية كانت شاهدة على جرائم الاستعمار وأسلحته الذكورية ضد نساء أخريات، ولم تفعل شيئًا. 

نُكرر اليوم، كما كل يوم، أن قضايا الاحتلال واستعمار ونهب أراضي الشعوب الأصلانية هي في صلب الخطاب النسوي. وهذا الخطاب إذا لم يتحول إلى نضالٍ حيٍ، فعلى الأقل بإمكانه إظهار التضامن والتنديد بجرائم جيوش الاحتلال. فالنسوية لم تكن أبدًا مقتصرة على ما تعانيه النساء. وإنما تعلمنا من مدارسها المختلفة أن العنف ضد النساء هو أحد أذرع السلطة الأبوية. كما تعلمنا أن الاستعمار هو نفسه أداة سلطة مجندرة.

لعقودٍ طويلة، يعيش الشعب الصحراوي تحت وطأة الاستعمار المغربي المحتل لأراضيه والناهب لثرواته، والذي يحاول باستماتة طمس ثقافته وقيمه. وقلما وجدنا تضامنًا مع الشعب الصحراوي، إما نتيجة خوفٍ من فقدان تحالف ما مع دولة المغرب المحتلة. أو كان ذلك نتيجة إقصاء متعمّد للتغطيات الإعلامية حول جرائم الاحتلال المغربي في الصحراء الغربية. أو كان نتيجة لتجاهلٍ مخزٍ لواحدة من أهم قضايا شعوب المنطقة. 

اليوم، نحنُ شاهدات على تلك الجرائم. والتاريخ البديل شاهدٌ على الجميع. 

 

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد