10 سنوات على تأسيس “فيمايل”.. مهرجان نسوي شعبي في بيروت

مستمرات بالنضال لأجل حقوق النساء والفتيات والفئات المهمشة

أقامت منظّمة “فيمايل”، بمناسبة الذكرى السنوية العاشرة على تأسيسها، مهرجانًا نسويًّا شعبيًّا “هو الأول من نوعه في لبنان والشرق الأوسط”.

تضمّن المهرجان، الذي جرى يومي الجمعة والسبت الواقع فيهما 23 و24 حزيران/يونيو الجاري، في ميدان سباق الخيل في العاصمة بيروت، مجموعة من النشاطات الثقافية والترفيهية.

 

View this post on Instagram

 

A post shared by FEMALE (@femalecomms)

المديرة التنفيذية لـ”فيمايل” حياة مرشاد: مستمرّات بمناصرة حقوق النساء والفتيات والفئات المهمشة

افتُتح المهرجان بحفلٍ رسميّ، تخلّله تسليط الضوء على عمل وتاريخ منظّمة “فيمايل” عبر فيلم وثائقي قصير.

تبعه كلمة للعضوة المؤسسة والمديرة التنفيذية للمنظّمة، الصحافية والناشطة النسويّة حياة مرشاد. ذكّرت خلالها ببدايات المنظّمة من خلال برنامج “شريكة ولكن” الإذاعي، وهو البذرة الأولى التي تطوّرت وخلقت منصتنا الإعلامية النسويّة الإقليمية.

وأشارت إلى أن “شريكة ولكن” تضم اليوم “أكثر من 150 صحافية من جميع المناطق الناطقة بالعربية، وتركّز في إنتاجها وتغطيّاتها اليوميّة على أخبار وقضايا النساء والفتيات في هذه المناطق”. بالإضافة إلى “المعرفة النسويّة والتوثيق وإعادة تشكيل السرديات من منظور نسويّ تقاطعيّ وقاعديّ، يولي القصص الفردية المهمشة أذنًا وقلمًا، ومناصرة هذه القضايا ورفع الصوت للمطالبة بحقوق النساء والفتيات، وإيقاف الممارسة القامعة والظالمة بحقهنّ”.

“السلطة السياسية الفاشلة والفاسدة أمعنت على مدى عقود بتدمير مؤسسات الدولة وسلب حقوق النساء والفئات المهمشة الأساسية. وتكافلت بذلك مع مؤسسات ومرجعيات دينية”.

حياة مرشاد: “نضالنا النسوي لم يكن يومًا منفصلًا عن نضالنا السياسي والاجتماعي”

وبعد مرور 10 سنوات على تأسيس “فيمايل”، أكدت حياة مرشاد “تجديد الالتزام بالعمل على تقوية وتوسيع التنظيمات النسويّة في لبنان والمنطقة”. إضافةً إلى “الاستمرار في مكافحة كافة أنواع العنف الجندري المتمثلة بالتوجّهات والمفاهيم والممارسات الممنهجة التمييزية ضد النساء والفتيات، على كافة الأصعدة لا سيّما المجتمعية والمؤسساتية والقانونية، وبالسعي لاسترجاع المساحات والحقوق، في العالمين الواقعي والافتراضي، بهدف ضمان أقصى درجات الأمان والسلامة والشمولية للنساء والفتيات بكافة تنوّعاتهن”.

وأضافت: “نضالنا النسوي لم يكن يومًا منفصلًا عن نضالنا السياسي والاجتماعي. واليوم نحن أكثر تمسّكًا بهذا النضال، خصوصًا في ظلّ كلّ التحديات والظروف الصعبة التي يمرّ بها لبنان، وفي ظلّ حملات الشيطنة والتشوية التي يواجهها النضال الحقوقي والنسوي”.

وتوقّفت عند هذه الحملات قائلة: “السلطة السياسية الفاشلة والفاسدة أمعنت على مدى عقود بتدمير مؤسسات الدولة وسلب حقوق النساء والفئات المهمشة الأساسية. وتكافلت بذلك مع مؤسسات ومرجعيات دينية تمارس بشكلٍ يومي أبشع أنواع العنف بحقنا من خلال قوانين أحوال شخصية ظالمة وفتاوى وحملات تكفيرية وتحريضية وتضليلية”.

وتابعت المديرة التنفيذية لـ”فيمايل”: “هذه السلطة تُبدع باختلاق قضايا لإلهاء الناس عن فسادها. سرقوا المساعدات والأموال التي شحذوها على ظهر اللاجئات/ين، واليوم يقومون بالتحريض على عليهنّ/م، وتطبيق ممارسات قمعية وتعسفية ضدهن/م. نهبوا خيرات البلد، ثمّ فجّرونا، وهجّرونا، وفقّرونا وجوّعونا، في الوقت الذي لا تزال العدالة غائبة ومصادرة. وبعد أن كانت بيروت ملجأ ومأوى لكل شخص باحث/ة عن الحرية، تُعيدنا هذه السلطة اليوم إلى الخلف من خلال حملاتها الممنهجة لقمع الحريات الفردية والعامة وحق التنظيم والتعبير والنشر، وتضييق مساحات العمل المدني والحقوقي”.

كما أكدت على “استمرار منظّمة فيمايل وغيرها من المجموعات والمبادرات النسوية بمناصرة حقوق النساء والفتيات، واللاجئات واللاجئين، والمهاجرات والمهاجرين، والأشخاص غير المعياريات وغير المعياريين، وذوات وذويّ الإعاقة، وكل شخص تُرك في الخلف، إلى حين حصولهنّ/م على العدالة والحق في الحياة الحماية والحريّة”.

جلسات نقاشية متنوعة

تخلل المهرجان جلسات نقاشية متنوعة، عُرضت خلالها تجارب العديد من النساء والفتيات.


إذ استقبل المهرجان، على مدى اليومين، جلسات متنوّعة. تراوحت بين نقاشات، ومحادثات لنساء ملهمات حول تجاربهنّ المؤثرة، ومدى تأثيرهن وفعاليتهنّ في المجتمعات التي ينتمين إليها، وأنشطة رياضية وترفيهية وفنية لجميع أفراد العائلة والأشخاص من خلفيات متنوّعة.

وأتاحت منصّة العرض منبرًا لأكثر من 30 امرأة لمشاركة تجاربهنّ، وللعديد من النساء والفتيات والناشطات لفتح نقاشاتٍ حول قضاياهنّ ومواضيع متنوّعة.

من بينها دور الصحافة المستقلة في التوعية بحقوق النساء والفتيات والنهوض بالحقوق الجندرية، وشكل المستقبل النسوي العادل للنساء والفتيات على اختلاف تنوعاتهنّ، وحقوق الصحة الجنسية والإنجابية للنساء والفتيات، والصحة النفسية والعناية الذاتية. فضلًا عن سُبل مواجهة العنف القائم على النوع الاجتماعي والتمييز والعنصرية والتنميط وكافة أشكال العنف التي تتعرّض لها النساء والفتيات، والمشاركة النسائية في مجالات الحياة المختلفة، السياسية والاجتماعية والرياضية والاقتصادية.

رنا الحجيري: “التعليم حقٌّ وليس امتياز، يجب أن يكون متاحًا للجميع”

إذ تطرّقت جلسة نقاشية حملت عنوان “الفتيات يقدن التغيير” إلى “ضرورة ردم فجوة اللا مساواة في التعليم، وجعل التعليم المنصف والشامل والجيد أولوية في خضّم الأزمة التعليمية والاقتصادية التي يمرّ بها لبنان اليوم، خصوصًا تعليم الفتيات والفئات المهمشة”.

وشددت منسقة الجسلة، ممثلة ومستشارة منظمة “مالالا” العالمية في لبنان والشرق الأوسط رنا الحجيري، على أن “التعليم حقٌّ يجب أن يكون متاحًا للجميع وليس امتيازًا”.

وقالت: “نعمل دون كلل  للوصول إلى المناطق التي لطالما كانت على هامش الحرمان والتشبيك مع شبكة كبيرة من الشراكات، والتي تعكس اليوم شراكتنا مع فيمايل والمهرجان النسوي الأول من نوعه في لبنان والشرق الأوسط”.

وأضافت: “هذه ليست سوى الإنطلاقة للتشارك والعمل الجماعي على جعل التربية، خاصة للفتيات ليس بجانبها الأكاديمي فقط ولكن رسالتها الجامعة في بناء الإنسان وإرساء قاعدة المساواة والعدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص، أولوية في خططنا لدعم التربية والتعليم المنصف والشامل كمشروع مجتمعي وثروة جامعة”.

في ظل حملات التشويه والتخوين والشيطنة.. نفخر كوننا شريكًا إعلاميًّا في تنظيم مهرجان “فيمايل”

وأشار بيان منظمة “فيمايل” إلى أن “فكرة إحياء الذكرى العاشرة للمنظّمة من خلال هذا المهرجان عوضًا عن إقامة عشاء تقليدي كما تجري العادة، أتت في جلسة نقاش عفويّة داخل مكتب المنظّمة في بيروت. وتحققت من خلال العمل ليلًا نهارًا، على مدار شهر ونصف فقط، بشغفٍ وحماسٍ وحبٍّ نابعين من الإيمان بضرورة خلق مساحات نلتقي فيها، ونشبّك علاقاتنا من خلالها. مساحات آمنة لا مكان فيها للتهديد أو الخوف أو العنف أو التمييز الذي نختبره ونعيشه بشكل يوميّ خارجها”.

 

View this post on Instagram

 

A post shared by FEMALE (@femalecomms)

وأوضح البيان أن “تنظيم المهرجان كان بجهود النسويات العاملات في المنظّمة ومنصة “شريكة ولكن”. إلى جانب المتطوّعات والمتطوّعين في مختلف مراكز المنظّمة والمتوزّعة على امتداد مناطق لبنان”. هذا بالإضافة إلى “الدعم الذي قدّمته مجموعة من المنظّمات والمؤسسات والجهات الشريكة، وبالتعاون مع خبيرات وخبراء في كافة المجالات”.

من ناحيتنا، نفخر في أن تكون منصتنا شريكًا إعلاميًّا لهذا الحدث النسوي. إيمانًا منّا بشعلة النضال التي أطلقتها الجمعية، قبل عقدٍ من الزمن، لمناصرة حقوق النساء والفتيات والفئات المهمّشة، ولأجل العدالة والإنسانية.

كما ندرك أن النضال النسوي، في ظل غطرسة المنظومة الأبوية وتطبيع الأنظمة السلطوية مع العنف والتمييز الذكوريين، ليس بالأمر السهل. مهمةٌ شاقة، ورحلة كفاح شرسة، تتربص بها حملات التشويه والتخوين والشيطنة، فتواجهها التنظيمات النسوية -فيمايل من بينها- بتحدٍّ وإصرارٍ وإيمان.

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد